الكسور.. التحكم في هشاشة العظام وضبط مستوى السكر في الدم يساعد في سرعة التئامها!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكسور.. التحكم في هشاشة العظام وضبط مستوى السكر في الدم يساعد في سرعة التئامها!

    الكسور.. التحكم في هشاشة العظام وضبط مستوى السكر في الدم يساعد في سرعة التئامها!


    الأشعة توضح عدم التئام الكسر
    د.ياسر بن محمد البحيري
    تطرقنا الأسبوع قبل الماضي الى موضوع الكسور وعدم التئامها. وأكدنا ان كسور الأطراف العلوية والسفلية تشكل النسبة الأكبر من كسور وإصابات الهيكل العظمي في ضحايا الحوادث المرورية. هذه الكسور تصيب عظام الكتف والساعد والعظام المحيطة بمفصل المرفق وأيضاً عظام الساعد والرسغ واليد والأصابع. أما بالطرفان السفليان فإنها قد تصيب عظمة رأس الفخذ أو عظمة الفخذ أو العظام المحيطة بمفصل الركبة بما في ذلك عظمة صابونة الركبة أو عظام الساق أو الكاحل أو الأقدام.
    وأشرنا الى انه عادةً ما يتم تفصيل التدخل الجراحي حسب نوع الكسر ومدى شدته ومكانه وحسب الحالة الصحية العامة للمريض وبصفة عامة فإن نسبة نجاح عمليات تثبيت الكسور بالطرق الحديثة تبلغ فوق نسبة 90%. والغالبية العظمى من الكسور تلتئم بشكل تام خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر يتم بعدها اللجوء للعلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة بمنطقة الكسر وإعادة المريض أو المريضة لممارسة الحياة بشكل طبيعي. ولكن في بعض الحالات فإن منطقة الكسر قد لا تلتئم وينتج عن ذلك المرض الذي نناقشه في هذه المقالة وهو عدم التئام الكسور. كما ذكرنا الى ان هناك نوعين من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث عدم التئام الكسور.

    هشاشة العظام تزيد من الكسور
    التشخيص والعلاج
    أما بالنسبة للتشخيص فإنه عادةً ما يكون عن طريق تأخر التئام الكسر واستمرار وجود آلام في المنطقة المكسورة وعدم قدرة المريض على العودة إلى الحياة بشكل طبيعي وكذلك يتم بعد ذلك استخدام الأشعات السينية والأشعات المقطعية والأشعات ثلاثية الأبعاد والتي توضح وجود عدم التئام في منطقة الكسر ووجود فراغ بين العظمتين المكسورتين وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى إجراء فحوصات مخبرية إذا ما كان هناك شك في وجود إلتهابات جرثومية في منطقة الكسر. أيضاً ممكن اللجوء إلى الأشعة النووية والتي تساعد في بعض الأحيان على تشخيص هذه الحالات. وبعد التشخيص ومعرفة الحالة الصحية العامة للمريض والمريضة من حيث وجود إلتهابات جرثومية أو وجود أمراض مصاحبة أو وجود هشاشة في العظام فإنه يتم وضع الخطة العلاجية المناسبة لعلاج عدم التئام الكسور والتي عادةً ماتتكون من محاولة القضاء على أي أمراض مزمنة أو التحكم بها مثل التحكم في مستوى مرض السكري في الدم وأيضاً علاج مرض الهشاشة وغير ذلك. وبعد ذلك يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي حيث يلجأ الجراح في غالبية المرضى الذين لديهم عدم التئام إلى إزالة المثبتات الداخلية القديمة وعمل تنظيف بمنطقة الكسر الغير ملتئم وبعد ذلك يتم عمل تثبيت جديد للمنطقة بإستخدام نوعيات وكميات كافية من المثبتات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى شيء مهم جداً وهو إستخدام الطعم العظمي الذي يساعد على تحفيز منطقة الكسر والجسم لإفراز عظام جديدة مما يؤدي إلى إلتئام الكسور. هذا الطعم العظمي قد يتكون من أخذ أجزاء بسيطة من عظام الحوض من المريض نفسه أو في وقتنا الحالي توجد هناك الكثير من العظام والمحفزات الجاهزة التي يتم إسترادها وتكون مغلفة وجاهزة وهي ذات فعالية كبيرة في علاج هذه الحالات بإذن الله. كما يتم بعد الجراحة التأكد من إلتزام المريض بالخطة العلاجية وعدم وضع إجهاد أو وزن على المنطقة المكسورة ومتابعته بشكل إسبوعي أو شهري عن طريق الفحص السريري والأشعة السينية للتأكد من أن الكسر يلتئم بشكل طبيعي. ويمكن إعطاء المريض جرعات من الكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ج والتأكد في التحكم في أية أمراض مزمنة لدى المريض أو المريضة. وعند استخدام هذه الطرق التي ذكرناها سابقاً فإن الغالية العظمى من حالات عدم التئام الكسور يتم شفاؤها ويلتئم الكسر بإذن الله وبعد ذلك تبدء مرحلة التأهيل عن طريق العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وإعادة المرونة والحركة إلى المفاصل القريبة من منطقة الكسر وإعادة المريض للحياة والمشي بشكل طبيعي.
    النصائح والتوصيات
    في الواقع أن أهم شيء في علاج عدم التئام الكسور هو محاولة تفادي الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها في المقام الأول وذلك عن طريق التأكد من وجود البيئة المناسبة لإلتئام الكسر عن طريق التحكم في الأمراض المزمنة وعلاج هشاشة العظام و ضبط مستوى السكر في الدم وأيضاً عن طريق العلاج المناسب للكسر وأخذ الإحتياطات اللازمة عند إجراء الجراحة لكي يلتئم الكسر بشكل صحيح. وفي حال حدث عدم إلتئام في الكسر لا سمح الله فإن الواجب هو التشخيص المبكر والتدخل الجراحي المبكر لإعادة التثبيت وعمل الطعم العظمي لكي لاتضيع أشهر أو سنين من حياة المريض وهو يتنقل من طبيب إلى طبيب أو من مستشفى إلى مستشفى في محاولة لعلاج الكسر وما يؤدي إليه من آثار سلبية على حياته ونشاطاته.
يعمل...
X