المسالك المؤدّية إلى النّار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسالك المؤدّية إلى النّار


    [IMG]http://www.********************************.net/fmm/fimnew/slam/fdgdfgd.gif[/IMG]


    1- حذار من ترك الصّلاة


    نبدأ ببعض الأحاديث : روى ابن حبّان في صحيحه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما ، قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : إنَّ العهدَ الذي بيننَا وبينهُم : الصَّلاة ، فَمَن تَركَها فقد كَفَر ! (صحيح ابن حبّان - الجزء 4 - ص 305 - رقم الحديث 1454) .

    مَنْ تركَ الصَّلاة إذًا (وليسَ مَن جحدَ بها فقط) ، فقد كفَر ! لهذا ، ذهبَ بعضُ العلماء إلى أنَّ تارك الصَّلاة كافرٌ ، حتّى ولو كان تَرْكُه لها تكاسُلاً مع إيمانه بوُجُوبها . ويَستدلُّون على هذا ، إلى جانب هذا الحديث ، بقول الله تعالى بخصوص الكفَّار : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 11 } (9- التّوبة 11) . فلا يكفي النُّطقُ بالشَّهادتين لكي يُصبح الفردُ مسلمًا ، وإنَّما يجبُ عليه أيضًا إقامة الصَّلاة .

    وروى ابن حبّان في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذكَر الصَّلاةَ يومًا فقال : مَن حافظَ عليها كانتْ له نُورًا وبُرهانًا ونجاةً يوم القيامَة ، ومَن لَم يُحافظْ عليها لَم يَكُن له بُرهانٌ ولا نُورٌ ولا نجاةٌ ، وكان يومَ القيامة مع قارونَ وهامانَ وفرعونَ وأُبَيّ بن خلَف . (صحيح ابن حبّان - الجزء 4 - ص 329 - رقم الحديث 1467) .

    هذا مصيرُ مَن لَم يُحافظ على الصَّلاة في أوقاتها ، فَما بالُكَ بِمَصير مَن لَم يُصَلّها أصلاً ؟!

    ويقول تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا 59 } (19- مريم 59) . ويقول أيضًا : { إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ 39 فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ 40 عَنِ الْمُجْرِمِينَ 41 مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ 42 قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ 43 وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ 44 وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ 45 وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ 46 حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ 47 فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ 48 } (74- المدّثّر 39-48) .

    وروى الحاكم في مُستدركه عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ، قال : كان آخر وصيَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حينَ حضَرهُ الموتُ : الصَّلاة الصَّلاة ، مرَّتَيْن ، وما ملَكَتْ أيْمانُكُم . وما زالَ يُغَرغِرُ بها في صَدره وما يَفيضُ بها لسانُه . (المستدرك على الصّحيحين - الجزء 3 - ص 59 - رقم الحديث 4388) .

    وروى الحاكم في مُستَدرَكه عن تميم الدّاري رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : أوَّل ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة : الصَّلاة . فإن كان أكْمَلَها ، كُتبَتْ له كاملَة . وإن لَم يُكْملها ، قال الله تباركَ وتعالى لِملائكته : هل تَجدُون لعَبْدي تَطَوُّعًا تُكْملُوا به ما ضَيَّع من فَريضَته ؟ ثمّ الزَّكاة مثل ذلك، ثمّ سائر الأعمال على حسب ذلك . (المستدرك على الصّحيحين - الجزء 1 - ص 394 - رقم الحديث 966) .

    وروى ابن حبّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنَّ الميّتَ إذا وُضِعَ في قَبْره ، إنَّه يَسمعُ خَفْقَ نِعالِهم (أي نعال أهله الذين دَفَنُوه) حينَ يُوَلُّون عنه ، فإن كان مُؤمِنًا ، كانت الصَّلاةُ عند رأسه ، وكان الصّيامُ عن يَمينه ، وكانت الزَّكاةُ عن شماله ، وكان فِعْلُ الخيرات ، مِنَ الصَّدقة والصّلَة والمعروف والإحسان إلى النَّاس ، عند رجْلَيْه . فَيُؤتَى من قِبَل رأسه، فتقولُ الصَّلاةُ : ما قِبَلي مَدْخَل . ثمّ يُؤتَى عن يَمينه ، فيقولُ الصّيامُ : ما قِبَلي مَدْخَل . ثمّ يُؤتَى عن يَساره ، فتقولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلي مَدْخَل . ثمّ يُؤتَى من قِبَل رجْلَيْه ، فتقولُ فعْلُ الخيرات ، مِنَ الصَّدقة والصّلَة والمعروف والإحسان إلى النّاس : ما قِبَلي مَدْخَل .

    فيُقالُ له : اجْلِسْ . فيجْلسُ وقد مَثُلَتْ له الشَّمسُ وقد أُدْنِيَتْ للغروب ، فيُقالُ له : أرأيتكَ هذا الرَّجُلَ الذي كان فيكُم ، ما تقولُ فيه وماذا تَشهدُ به عليه ؟ فيقولُ : دَعُوني حتّى أُصَلّي . فيقولون : إنَّكَ ستفْعَل ، أخبِرْنا عَمَّا نسألُكَ عنه : أرأيتكَ هذا الرَّجُل الذي كان فيكُم، ما تقولُ فيه وماذا تَشهدُ عليه ؟ فيقولُ : مُحَمَّد ، أشهدُ أنَّه رسولُ الله وأنَّه جاء بالحقّ من عند الله . فيُقالُ له : على ذلكَ حَييتَ وعلى ذلكَ متَّ وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاء الله . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب الجنَّة ، فيُقالُ له : هذا مَقْعَدُكَ منها وما أعَدَّ اللهُ لكَ فيها ، فَيزدادُ غِبْطَة وسُرورًا . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب النَّار ، فيُقالُ له : هذا مَقْعَدُكَ منها وما أعَدَّ اللهُ لكَ فيها لَو عَصَيْتَه ، فَيزدادُ غِبْطَة وسُرورًا . ثمّ يُفْسَحُ له في قَبْره سَبعُون ذراعًا ويُنَوَّرُ له فيه ، ويُعادُ الجسَدُ لِمَا بدأ منه ، فتُجْعَل نسمته في النّسم الطَّيّب ، وهي طَيْرٌ يُعَلَّق في شجَر الجنَّة ، فذلك قولُه تعالى : { يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (14- إبراهيم 27) .

    قال : وإنَّ الكافرَ إذا أُتِيَ منْ قِبَل رأسه لَم يُوجَدْ شيءٌ ، ثمّ أُتِيَ عن يَمينه فلا يُوجَدُ شيء ، ثمّ أُتِيَ عن شماله فلا يُوجَدُ شيء، ثمّ أُتِيَ من قِبَل رجْلَيْه فلا يُوجَدُ شيء . فيُقالُ له : اجْلِسْ ، فيَجلسُ خائفًا مَرعُوبًا ، فيُقالُ له : أرأيتكَ هذا الرَّجُل الذي كان فيكُم ، ما تقولُ فيه وماذا تشهدُ به عليه ؟ فيقولُ : أيُّ رجُل ؟! فيُقال : الذي كان فيكم . فلا يَهتدي لاسمه حتّى يُقالُ له : محمَّد . فيقول : ما أدري ! سمعتُ النَّاسَ قالُوا قولاً ، فقلتُ كما قال النَّاس ! فيُقالُ له : على ذلكَ حييتَ وعلى ذلكَ متَّ وعلى ذلكَ تُبْعَثُ إن شاء الله . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب النَّار ، فيُقالُ له : هذا مَقْعَدُكَ من النَّار وما أعَدَّ اللهُ لكَ فيها ، فَيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب الجنَّة ، فيُقالُ له : ذلكَ مَقْعَدُكَ من الجنَّة وما أعَدَّ اللهُ لكَ فيها لَو أطَعْتَه ، فَيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا . ثمّ يَضِيقُ عليه قَبْرُه حتّى تَختَلفَ فيه أضلاعُه ، فتلْكَ المعيشَة الضَّنْكَة التي قال الله : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } (20- طه 124) . (صحيح ابن حبّان - الجزء 7 - ص 380 - رقم الحديث 3113) .

    الغريبُ أنَّنا اليوم أصبحْنا نعتبرُ تركَ الصَّلاة ذنبًا صغيرًا ! بينما كان المسلمون الأوائل يَعتبرون الرَّجُلَ الذي يُصلّي في بيته ولا يخرج إلى المسجد : مُنافقًا !

    فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنَّ أثقلَ صلاة على المنافقينَ : صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يَعلمونَ ما فيهما لَأَتَوْهُما ولَو حَبْوًا ! ولقد همَمْتُ أن آمُرَ بالصَّلاة فَتُقَام، ثمّ آمُر رجُلاً فَيُصَلّي بالنَّاس ، ثمّ أَنطلق معي برِجال معهم حزمٌ منْ حَطَب إلى قوم لا يَشهدُونَ الصَّلاةَ ، فأحرق عليهم بُيُوتَهم بالنَّار ! (صحيح مسلم - الجزء 1 - ص 451 - رقم الحديث 651) .

    وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه ، أنَّه قال : مَن سَرَّهُ أن يَلْقَى اللهَ غدًا مُسلِمًا ، فَلْيُحافِظْ على هؤلاء الصَّلوات حيثُ يُنادَى بهنَّ (أي في المسجد) ، فإنَّ الله شَرع لنَبيّكُم صلَّى الله عليه وسلَّم سُنَنَ الهُدَى ، وإنَّهُنَّ منْ سُنَن الهُدَى . ولَو أنَّكُم صَلَّيْتُم في بُيُوتكُم كما يُصَلّي هذا المُتَخَلّفُ في بَيْته ، لَتَرَكْتُم سُنَّةَ نَبيّكُم ، ولَو تَرَكْتُم سُنَّةَ نَبيّكُم لَضَلَلْتُم . وما منْ رجُلٍ يَتطهَّرُ (أي يَتوضَّأ) فَيُحْسنُ الطّهور ، ثمّ يَعمدُ إلى مَسْجد من هذه المساجد ، إلاَّ كتَبَ اللهُ له بكلّ خُطْوة يَخْطُوها حَسَنة ، ويَرفَعهُ بها درجَة ، ويَحُطُّ عنه بها سَيّئة . ولَقد رأيْتُنا وما يَتخلَّفُ عنها إلاَّ مُنافقٌ مَعلُوم النّفاق . ولقد كان الرَّجُلُ يُؤتَى به يُهادَى بين الرَّجُلَيْن (أي يَسنُده رَجُلان) حتّى يُقامَ في الصَّفّ ! (صحيح مسلم - الجزء 1 - ص 453 - رقم الحديث 654) .

    بل أكثر من ذلك :
    روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّه قال : أتَى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجُلٌ أعْمَى ، فقال : يا رسول الله ، إنَّه ليس لي قائدٌ يَقُودُني إلى المسجد . فسألَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُرَخّصَ له فَيُصَلّي في بَيته ، فرخَّصَ له . فلَمَّا وَلَّى ، دعاهُ ، فقال : هل تَسمعُ النّداءَ بالصَّلاة ؟ فقال : نعم ، قال : فأَجِبْ ! (صحيح مسلم - الجزء 1 - ص 452 - رقم الحديث 653).

    العجيبُ أنَّ شخصًا غير مسلم تفطَّن إلى مدى أهمّيَّة المحافظة على الصَّلوات في المسجد ، فقال : لن يَنتصر المسلمُون حتّى يكون عددُ المسلمين في صلاة الفَجر كعدَدهم في صلاة الجمُعة !

    نعم ، لَن تعود العزَّةُ للمسلمين حتّى تَغصّ بهم المساجدُ في الصَّلوات الخمس ، وليس في صلاة الجمُعة فقط !

    بالنّسبة للفتاة أو المرأة ، فعلَى عكس الولد أو الرَّجُل ، فإنَّ صلاتَها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد . فقد روى ابن حبّان في صحيحه عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمّته أمّ حميد امرأة أبي حميد السّاعدي رضي الله عنهم ، أنَّها جاءت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالتْ : يا رسولَ الله، إنّي أحبُّ الصَّلاة معك (أي في المسجد) . قال : قد عَلمْتُ أنَّكِ تُحبّينَ الصَّلاة معي ، وصلاتكِ (أي ولكنَّ صلاتك) في بَيْتكِ (أي في مخدعكِ) خيرٌ من صلاتكِ في حُجْرَتك ، وصلاتكِ في حُجْرَتك خيرٌ من صلاتكِ في داركِ ، وصلاتكِ في داركِ خيرٌ من صلاتكِ في مَسْجد قَومكِ ، وصلاتكِ في مَسْجد قَومكِ خيرٌ من صلاتكِ في مَسْجدي .
    قال عبد الله : فأمَرَتْ ، فَبُنِيَ لها مسجدٌ (أي مكانٌ للصّلاة) في أقصى شيء من بيتها وأظْلَمه (أي أستر مكان في بيتها وأظْلَمه) ، وكانتْ تُصلّي فيه حتّى لَقِيَت اللهَ جلَّ وعلا . (صحيح ابن حبّان - الجزء 5 - ص 595 - رقم الحديث 2217) .

    نصل الآن إلى هذه الفتوى في تارك الصَّلاة ، للشَّيخ العالم محمّد بن صالح العُثَيْمين المتوفَّى سنة 1421 هـ (2000 م) رحمه الله، وهو من كبار فُقهاء هذا العصر ، ويُمكن مراجعة سيرته ودروسه وكُتبه على موقعه على الإنترنت ، يقول :

    أيُّها الإخوة ، إذا تبيَّنَ أن أدلَّة كُفْر تارك الصَّلاة قائمةٌ لا مُقاوم لها ، تعيَّنَ القولُ بِمُقتضاها : أنَّ تاركَ الصَّلاة كافرٌ كُفرًا مُخْرِجًا عن الملَّة ، وأنَّه يُحكَم عليه بما يُحكَم على المرتَدّين عن دِين الإسلام من الأحكام الدُّنيويَّة والأخرويَّة ، واستَمِعُوا إلى بعضٍ منها :

    - إنَّ تاركَ الصَّلاة لا تَحِلُّ ذَبيحَتُه ولو سَمَّى اللهَ عليها !

    - إنَّ تاركَ الصَّلاة لا يَحلُّ له أن يَدخُلَ حدودَ مكَّة ولو كان مُحْرِمًا بِحَجٍّ وعُمرة ، لأنَّ حجَّه وعُمرَتَه غير مَقبولَيْن ، لأنَّه من شرط صحَّة العمرة والحجّ أن يكُون الإنسانُ مسلِمًا !

    - إنَّ تاركَ الصَّلاة لا يَحِلُّ أن يُزوَّج بِمُسلمة ، لِقول الله تعالى : { فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ } (60- الممتحنة 10) !

    - إنَّ تاركَ الصَّلاة إذا كان معه زوجة ، يَنفسخُ نِكاحُه ولا يَحلُّ له أن تَبقَى معه طَرفَة عَيْن ، لأنَّها لا تَحِلُّ له !

    - إنَّ تاركَ الصَّلاة إذا مات لا يَجُوزُ أن يُغَسَّل ولا يُكَفَّن ولا يُصَلَّى عليه ، ولا يُدفَن مع المسلمين ، ولا يُدعَى له بالمغفرة ولا بالرَّحمة ، ولا يُتَصَدَّق عنه ، ولا يكُون مع المسلمين يوم القيامة ، ولا يَدخلُ الجنَّة معهم ، نعوذُ بالله من ذلك ، ولا يَحِلُّ لأهله الذين يَعلَمون أنَّه ماتَ على تَرْكِ الصَّلاة ولَم يَتُب ، أن يُقَدّموه للمسلمين لِيُصَلُّوا عليه . فإن فَعَلُوا ، فَهُم آثِمُون لأنَّ الله نَهانَا أن نُصَلّي على الكافرين !

    فإن قال قائلٌ : إذا كُنتم لا تَرَونَ دَفْنَهُ مع المسلمين ، فأين نَدفنه ؟!

    قُلنا : نَخرجُ به إلى بَرٍّ شاسع ، ونَحفرُ له حُفرة ، ونَدفنه فيها خوفًا من تأذّي النَّاس برائحته وتأذّي أهله برُؤْيَته !

    (نقلاً عن موقع فضيلة الشّيخ محمّد بن صالح العُثَيْمين www.ibnothaimeen.com - خطب الجمعة ، المجموعة الثّالثة ، حكم تارك الصّلاة) .

    سبحان الله ! هل يُعقَل أن يقرَأَ تاركٌ للصَّلاة هذه الفتوى دونَ أن ينخلعَ لها قلبُه ؟! هل يُعقَل أن تكونَ قد ماتت العزَّةُ في نفسه ، فرَضِيَ أن يَموتَ كالبهيمة ، فلا يُغَسَّل ولا يُكَفَّن ولا يُصَلَّى عليه ، ولا يُدفَن مع المسلمين ، ولا يُدعَى له بالمغفرة ولا بالرَّحمة ، وتُحْفَرُ له حفرةٌ في الخلاء لِيُرمَى فيها كالكلاب؟!

    هذا في الدُّنيا ، أمَّا في الآخرة : فظُلْمةٌ ورُعْبٌ شديدٌ في القبر ، ثمّ خلودٌ في نار وحميم ، مع قارون وهامان وفرعون .. ورؤُوس الكُفر !


    ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

  • #2
    2- حذار من عقوق والديك !


    روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي بكرة رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ألا أُخبرُكم بأكبر الكبائر ؟ قالُوا : بَلَى يا رسولَ الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقُوق الوالدين . وكان متّكِئًا فجلسَ ، فقالَ : ألاَ ، وقَولُ الزُّور .
    فمَا زال يُكرّرُها حتَّى قُلْنا : لَيْتَه سكَت ! (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2314 - رقم الحديث 5918) .

    وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : رَغِمَ أنْف ، ثمَّ رَغِمَ أنْف ، ثمَّ رَغِمَ أنْف ! قيلَ : مَنْ يا رسولَ الله ؟ قالَ : مَنْ أدْرَكَ أبَوَيْه عِنْدَ الكِبَر ، أحَدَهُما أو كِلَيْهما ، فلَم يَدْخُل الجنَّة ! (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 1978 - رقم الحديث 2551) .

    وروى النّسائي في السُّنن الكبرى عن معاوية بن جاهمة السّلمي رضي الله عنه ، أنَّ جاهمة جاءَ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فقال : يا رسولَ الله ، أردتُ أن أغْزُو ، وقد جئتُ أستشيرُك .
    فقال : هل لكَ مِنْ أُمّ ؟ قال : نعم .
    قال : فالْزَمْها ، فإنَّ الجنَّةَ عند رجْلَيْها ! (السّنن الكبرى - الجزء 3 - ص 8 - رقم الحديث 4312) .

    ومِنَ المخجِل والعار حقّا أن يُوضَع أباءٌ وأمَّهاتٌ في ديار المسنّين ، وأبناءُهم على قيد الحياة ! ومِنَ اللُّؤم والجحُود حقّا أن يهنأ الابنُ بطِيب العيش في بيته ، وأمُّه لا تجدُ ما تأكلُه في بيتها ! بل قد تموتُ من البرد أو من الحرّ أو من المرض ، ولا يسمع ابنُها بالخبر إلاَّ بعد أيَّام أو ربَّما بعد شهور ، لأنَّه ببساطة لم يكن يهتمّ بالسُّؤال عنها !

    لهذا جاءت العديد من الآيات القرآنيَّة والأحاديث النَّبويَّة تُوصي بالإحسان إلى الوالدين ، وتحذّر من عقُوقهما .

    يقول الله تعالى في القرآن الكريم : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا 24 } (17- الإسراء 23-24) .

    ويقول أيضًا : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 } (31- لقمان 14-15) .

    نعم ، حتّى لم يكن الوالدان مسلمَيْن ، يجبُ الإحسان إليهما طيلة حياتهما . فقط ، لا ينبغي طاعتهما في الأوامر التي فيها معصية للَّه .

    بل إنَّ الإحسان إلى الوالدين يتواصلُ حتَّى إلى ما بعد مَوتهما ! فقد روى الإمام أحمد في مُسنَده عن أبي أُسَيْد (هو مالك بن ربيعة السَّاعدي) رضي الله عنه ، قال : بينما أنا جالسٌ عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، إذ جاءه رجلٌ من الأنصار ، فقال : يا رسول الله ، هل بَقيَ علَيَّ من بِرّ أبَوَيَّ شيءٌ بعد موتهما أبرّهُما به ؟ قال : نعم، خِصالٌ أربعة : الصَّلاة عليهما (أي الدُّعاء لهما) والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما (أي قضاء ديونهما وعهودهما ، وإكرام صديقهما ، وصِلَة الرَّحِم التي لا رَحِمَ لكَ إلاَّ من قِبَلِهما ، فهو الذي بَقِيَ عليكَ من برّهما بعد مَوتهما . (مسند الإمام أحمد بن حنبل - الجزء 3 - ص 497 - رقم الحديث 16103) .

    وإذا كان عقوق الوالدين يُعجّل العقوبة في الدّنيا ، فإنّ برّهما يُعجّل الجزاء الحسن فيها . فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أسير بن جابر رضي الله عنه ، قال : كان عُمَر بن الخطَّاب إذا أتَى عليه أمدادُ أهل اليَمَن سألَهُم : أفِيكُم أويس بن عامر ؟ حتّى أتَى على أويس ، فقال : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم ، قال : مِن مراد ثمّ من قرن ؟ قال : نعم، قال : فكان بكَ بَرصٌ فبرأتَ منه إلاَّ مَوْضع درْهَم؟ قال : نعم ، قال : ألكَ والدة ؟ قال : نعم ، قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : يأتي عليكُم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثمّ من قرن ، كان به برَصٌ فبَرأ منه إلاَّ مَوْضع درْهَم ، له والدةٌ هو بها بَرّ ، لَو أقسمَ على الله لَأَبَرَّه ، فإن استطعتَ أن يَستغفر لَك فافعلْ ، فاسْتَغْفِرْ لي . فاستَغْفَر له ، فقال له عُمَر : أينَ تُريد ؟ قال : الكُوفة ، قال : ألاَ أكتبُ لكَ إلى عامِلِها ؟ قال : أكُون في غَبْراء النَّاس أحَبّ إلَيَّ .

    فلَمَّا كان من العام المقبِل ، حجَّ رجلٌ مِن أشرافهم ، فوَافقَ عُمَر ، فسألَه عن أويس ، قال : تركتُه رَثّ البيت ، قليل المتاع . قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : يأتي عليكُم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثمّ من قرن ، كان به برَصٌ فبَرأ منه إلاَّ مَوْضع درْهَم ، له والدةٌ هو بها بَرّ ، لَو أقسمَ على الله لَأَبَرَّه ، فإن استطعتَ أن يَستغفر لَك فافعلْ . فأتَى (أي الرَّجلُ) أويسًا ، فقال : استغْفِرْ لي ، قال : أنتَ أحدثُ عهدًا بسَفَرٍ صالِح ، فاستَغْفِرْ لي . قال : استغْفِرْ لي ، قال : لقيتَ عُمَر ؟ قال : نعم . فاستغْفَرَ له ، ففطنَ له النّاسُ ، فانطلقَ على وجهه .
    قال أسير : وكَسَوْته بُرْدة ، فكانَ كلَّما رآهُ إنسان قال : من أينَ لأُويس هذه البردة ؟! (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 1969 - رقم الحديث 2542) .


    ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

    تعليق


    • #3
      3- حذار من شرب الخمر !


      يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 90 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ 91 } (5- المائدة 90-91) .

      ومعنَى : { فاجتنبوه } ، أي لا تفعلُوا هذه الفواحش ، وابتعِدُوا عن كُلّ ما يُمكنُ أن يُؤدّي إلى الوقوع فيها .

      وقد بَيَّنَ لنا نَبيُّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم كيفيَّة اجتناب الخمر ، في أحاديثَ نختار منها ما رواه الحاكم في مُستدركه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : لعنَ اللهُ الخمْرَ ، ولعنَ ساقِيها ، وشاربَها ، وعاصرَها ، ومُعْتصرَها ، وحاملَها ، والمحمُولَة إليه ، وبائعَها ، ومُبْتاعَها ، وآكِلَ ثَمَنها . (المستدرك على الصّحيحين - الجزء 2 - ص 37 - رقم الحديث 2235) .

      وروى ابنُ ماجه في سُنَنه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : كُلُّ مُسْكِر حرامٌ ، وما أسْكَر كَثيرُه فقَليلُه حرام . (سنن ابن ماجة - الجزء 2 - ص 1124 - رقم الحديث 3392) . فهل يمكنُ لِمُسلم صادِق أن يَقْرب الخمرَ بعد هذا التَّرهيب ؟!

      ولا فائدة من التَّعذُّر بأنَّ البيرة مثلاً ليست خمرًا ، إنّها حرام ، حرام !

      وشُرْبُ الخَمْر يُسَبّبُ أمراضًا مُختلفة في الجهاز الهضمي والجهاز البولي والجهاز العصبي ، ويصلُ إلى حدّ الإصابة بالسَّرطان . وعندما يكونُ الإنسانُ في حالة سُكْر ، فإنَّه قد يتَفَوَّه بكلام أو يقومُ بأفعال تضُرُّ بنفسه وبغيره . وما حوادثُ السَّيَّارات والقتل والاغتصاب النَّاتجة عن شُرب الخَمْر ، إلاَّ خير شاهد على ذلك .


      ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

      تعليق


      • #4
        4- حذار من الزّنا !


        يقول الله تعالى : { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً 32 } (17- الإسراء 32) .

        ومعنى: { ولا تَقربوا } ، أي لا تَزْنُوا ، وابتعِدُوا عن كُلّ ما يُمكنُ أن يُؤدّي إلى الوقوع في الزّنا .

        ولِمَن لا يعرفُ معنى الزّنا ، نقول أوّلاً بأنّه ليس هناك عورة بين الزّوجين ، وأنّ الإسلام يَسمح للزّوجين أن يَتَعَرَّيا أمام بعضهما ، ويتَمتَّعَا ببعضهما في الفِراش ، وهو ما يُسَمَّى بالمعاشرة الزّوجيّة أو الاتّصال الجنسي .

        خلال هذا الاتّصال ، يُدخِلُ الزّوجُ ذَكَرَه ، أي عُضوَه التّناسُلي ، في فَرْج الزّوجة ، أي في قُبُلِها ، في الفتحة التي بجانب فتحة البول ، ويَقذِفُ فيها المَنيّ الذي يَخرج من ذَكَره . هذا المنيُّ الذي يتكوّن من حيوانات مَنَويّة صغيرة جدّا لا تُرى إلاّ بالمجهر ، يدخُلُ داخل فرج الزّوجة ويَلتَقي بِبُوَيضَتها ، فيُلَقّحَها . وبهذا يتكوّن الجنينُ ويَكبُر في هذا المكان الذي يُسَمَّى بالرَّحِم . وبعد تسعة أشهر ينزلُ المولود من رحِم المرأة ويخرج من قُبُلِها ، من الفتحة التي دخلَ منها المَنيُّ أوّل مرّة .

        هكذا إذًا تَتِمُّ عمليّة الإنجاب ، وهكذا وُلِدنا جميعًا . فالمرأة لا تستطيع إذًا أن تُنجِبَ أطفالاً بِمُفردها ، وإنّما لا بُدّ أن يَتَّصِل بها رجلٌ جنسيّا ويُدخِل ذَكَره في فَرجِها ويُنزِل فيه المنيّ . لهذا ، لا تَلِدُ المرأةُ إلاّ بعد الزّواج .

        وإذا حصل هذا الاتّصال بين رجُل وامرأة أو شابّ وشابّة لا تربطهما رابطة زواج بعقد شرعي ، فيُسَمَّى زِنَا ، ويُسَمَّى الرَّجلُ زانٍ وتُسمَّى المرأة زانية . وهو من المعاصي الكبيرة .

        فحذار حذار يا ابنتي أن يُغَرّر بكِ أحد الشّباب ويُفْقِدك شَرفكِ ويُلَوّث سُمعتَكِ وسُمعة عائلتك ، ويَبقَى هذا العار يُلاحقكِ طيلة حياتك ، بالإضافة إلى سَخَط الله وشديد عقابه ! وحذار حذار يا ابنتي أن تُغرّر بكِ إحدى النّساء أو الفتيات الشّاذّات فتَلمَس جسَدَكِ وعورتَكِ ، وتَجُرّك إلى جريمة السّحاق ، وهي اتّصال المرأة بالمرأة .

        وحذار حذار يا بُنَيّ أن تُلَوّث عِرضَك بالزّنا ، وتُغضب ربّك من أجل لذّة عابرة فانية ، أو أن يُغرّر بكَ أحد الرّجال أو الشّباب الشّاذّين ، فيَلمَس عورتَك ، ويَجُرَّك إلى جريمة اللّواط ، وهي اتّصال الذَّكَر بالذَّكَر .

        فالزّنا واللّواط والسّحاق هي من كبائر الذُّنوب التي تجلبُ سَخط الله في الدُّنيا وعذابه الشّديد في الآخرة، بالإضافة إلى ضياع الشّرف ، واحتمال الإصابة بطاعون هذا العصر ، وهو الإيدز (أو السّيدا) .

        كذلك ، يجبُ عليك يا بُنيّ أن تَملِكَ شهوتَك قبل الزّواج ، ولا تنظر إلى الفتيات أو العورات ولا إلى الصُّوَر والأفلام الخليعة ، لأنّ كلّ ذلك حرام . ويجبُ عليكِ يا ابنتي أن تَملِكي شهوتَكِ قبل الزّواج ، ولا تنظري إلى عورات الأولاد أو الفتيات ولا إلى الصُّوَر والأفلام الخليعة ، لأنّ كلّ ذلك حرام أيضًا .


        ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

        تعليق


        • #5


          5- حذار من اللّواط !



          اللّواطُ هو ممارسةُ الرَّجُلِ أو الشّابّ الجنسَ مع رجُلٍ أو شابّ آخر . وهو شُذُوذٌ يشمئزُّ منه الذَّوقُ السَّليم ، ويَتَنَافَى مع الرُّجولة والشَّهامة والشَّرف . لذلك ، فهو سُبَّةٌ عند جميع شعوب العالَم ، يُنعتُ بها مَن كان يَتَّصِفُ بالدَّناءة وسوء الخُلُق .

          لا غرابةَ إذًا أن يُحَرّمَه الإسلامُ تحريمًا شديدًا ، ويَتَوَعَّد مَنْ يَقوم به باستحقاق لَعْنَة الله وغضبه وعذابه . فقد روى الإمام أحمد في مُسْنَده عن ابن عبَّاس رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : لَعَنَ الله مَنْ ذبحَ لِغَيْر الله ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّر تخُوم الأرض ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ كمه الأعمَى عن السَّبيل ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ والِدَه (وفي رواية : والدَيْه) ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْر مَواليه ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْم لُوط ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْم لُوط ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْم لُوط (ثلاث مرّات) . (مسند الإمام أحمد بن حنبل - الجزء 1 - ص 309 - رقم الحديث 2817) .

          ولا تغترَّ يا ابني الكريم بِمَا يَسُوقه الذين يُمارسُون اللّواط من مُبَرّرات ، من أنَّ الميَلان إلى نفس الجنس هو شيءٌ غريزي في الإنسان ، وأنَّه يَتفاوتُ من شخص لآخر، وبالتَّالي فإنَّ مَيلان الرَّجُل إلى رجل آخر ورغبته في الزَّواج منه هو شيء طبيعي ، تَمامًا مثلما يُحبُّ الرَّجُلُ امرأةً ثمَّ يتزوَّجها !

          فحتَّى لو سَلَّمْنَا بأنَّ هذه الغريزة موجودةٌ فعلاً في الإنسان ، فَهل يَعني هذا أن نَنْقاد لها ؟! وماذا إذًا عن الذي يجدُ في نفسه مَيْلاً شديدًا لِمُمارسة الجنس مع أخته أو أمّه ، أو لِشُرب المخدّرات ؟ هل نسمحُ له بالانقياد لِشَهواته ؟!

          طبعًا لا نسمحُ له بذلك ، لأنَّنا لو فعَلْنا لَما بَقيَ هناك أسرة ولا مجتمع ولا مبادئ ولا قِيَم ، ولَأَصبح العالَمُ يعيشُ في فَوضَى لا حدود لها .

          وإنَّ الذي نراه اليوم من انتشار كبير لِمَرض الإيدز (أو السّيدا) ومن ظُهور لأمراض أخرى لم تَظهرْ في الماضي ، مثل جنون البقر ، لَهُو عقابٌ من الله تعالى لَنَا بسبب سماحنا بهذا الشُّذُوذ ! فَمَتَى سنَعْقِلْ ؟! مَتَى سنَعْتَبِرْ ؟!

          روى ابنُ ماجه في سُنَنه عن عبد الله بن عُمَر رضي الله عنه ، قال : أقبلَ علينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فقال : يا مَعْشَر المهاجرين ، خَمْسٌ إذا ابْتُليتُم بهنَّ ، وأعوذُ بالله أن تُدْركُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَر الفاحشَةُ في قَوْم قَطُّ حتَّى يُعْلنُوا بها ، إلاَّ فَشَا فيهم الطَّاعُون والأوجاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أسْلافهم الذين مَضَوْا ، ولم ينْقصُوا المكْيَالَ والميزان إلاَّ أُخذُوا بالسّنين وشدَّة المئُونَة وجُور السُّلْطان عليهم ، ولَمْ يَمْنعُوا زكاةَ أموالهم إلاَّ مُنِعُوا القطْرَ (أي المطَر) من السَّماء ، ولولاَ البَهائم لَمْ يُمطَرُوا ، ولَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ الله وعَهْدَ رسوله إلاَّ سَلَّطَ الله عليهم عَدُوّا من غَيْرهم فأخَذُوا بعضَ ما في أيْديهم ، وما لَمْ تَحْكُم أئمَّتُهم بكتاب الله ويَتَخَيَّرُوا ممَّا أنزلَ الله ، إلاَّ جعلَ اللهُ بأسَهُم بينهُم . (سنن ابن ماجة - الجزء 2 - ص 1332 - رقم الحديث 4019) .

          واللهِ إنَّ هذا الحديث لَهُو مُعجزةٌ من المعجزات التي أيَّد اللهُ بها نبيَّه محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم ! فقد شاعت الفاحشةُ فعْلاً في عصرنا الحالي ، وأصبح النَّاسُ يُمارسُون الزّنا واللّواط في كلّ مكان وكأنَّه أمرٌ عادي ، ويتبجَّحون بذلك عَلَنًا ! فكانت النَّتيجة أن ظهر مرض الإيدز (أو السّيدا)، وهو ما يُسمَّى بطاعُون العصر الذي لَمْ يَظْهَر في الأُمَم السَّابقة ، وفَشَا فعْلاً في المجتمعات التي شاعت فيها الفاحشة .

          والإيدز هو مرضٌ يُصيبُ جهاز المَناعة لَدَى الإنسان ، ويتسبَّبُ فيه فيروس يُهاجم كُرَيَّات الدَّم البَيْضاء التي مُهمَّتُها التَّصدّي للجراثيم والميكروبات ، فيُدَمّرها واحدةً بعد الأخرى . ويَفقدُ الجسمُ بذلك أهمَّ وسائله الدّفاعيَّة ، فيُصبحُ بعد ذلك عاجزًا عن مقاومة الأمراض التي كان يستطيعُ التَّغلُّب عليها في الظُّروف العاديَّة ، وتتدهور صحَّةُ المريض شيئًا فشيئًا حتَّى يموت .

          وقد كان عدد المصابين بالإيدز لا يتجاوز العشرات عند ظهوره سنة 1979 م ، ثمَّ أصبح سنة 2000 م يُعَدُّ بعشرات الملايين ! فهو ينتشرُ بسُرعة مَهُولة ، خاصَّة في صفوف الذين يُمارسُون اللّواط . وتنتقل العدوى من شخص مُصاب إلى شخص سليم إذا وقع بينهما اتّصالٌ جنسيّ أو نقل دَم . ويُمكنُ أن تنتقل العدوى من الأمّ المصابة إلى جنينها في فترة الحمل . لهذا نسمع اليوم بنساء وأطفال مُصابين بالإيدز ، بالإضافة إلى الرّجال .

          هذه إذًا نتائج الشُّذوذ الجنسي ، وهذا جزاء مَنْ يُعلنُ الحرْبَ على الله ! وطالَما لم يَفهم الإنسانُ أنَّ مرض الإيدز هو عقابٌ من عند الله ، فلنْ تنفعه بُحُوثُه ولا تظاهراته ولا احتجاجاته للتَّصدّي لهذا المرض .

          نعم ، إنَّه عقابٌ إلهي ، ولَنْ يرفع اللهُ عقابه إلاَّ إذا تحرَّكت المجتمعات لِمُحاربة اللّواط وكلّ أنواع الشُّذوذ الجنسي ، وللتَّشنيع علَنًا بالشَّاذّين !


          ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

          تعليق


          • #6
            6- حذار من لعب القمار !


            يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 90 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ 91 } (5- المائدة 90-91) .

            وقد روى الحسن بن موسى الأشيب عن مُجاهد وعطاء رضي الله عنهما، أنَّهما قالاَ : في كلّ شيء فيه قمارٌ فهو من الميْسِر، حتَّى لَعِب الصّبْيَان بالجَوْز والكعَاب . (كتاب : جزء أشيب ، للحسن بن موسى الأشيب البغدادي - ص 74 - رقم الحديث 51) .

            فهل يمكنُ لِمُسلم صادِق بعد هذا التَّوضيح أن يَقربَ القِمار ، ولو كان لعبًا بالورق يُغرَّمُ إثْرَه الخاسِرُ بدفْع ثمن قهوة للرَّابح ؟!

            ولَعِبُ القِمار مَضْيَعة للمال ، ومصدرٌ لانتشار العَداوة والبَغْضاء بين اللاَّعبين ، بالإضافة إلى أنَّه قد يُعرّض الخاسِر لأزمات عصبيَّة حادَّة .

            ويجبُ التّنبيه هنا إلى أنّ المسابقات التي انتشرت كثيرًا في عصرنا هذا في الفضائيّات ، والتي تُعلن عن إمكانيّة ربح جوائز بالاتّصال على أرقام معيّنة والإجابة على بعض الأسئلة ، هذه المسابقات حرام ، حرام !

            فالأرقام التي يجبُ الاتّصال بها هي أرقام تسعيرتها أغلى من الأرقام العاديّة ، والشّركة المنظّمة للمسابقة يكون ربحها من هذه الاتّصالات . لذلك ، تراها تتحايلُ تارة بوضع أسئلة سهلة جدّا، وتارة بوضع أسئلة دينيّة بمناسبة رمضان ، لِجلب أكبر عدد من المتّصلين .

            كذلك ، فإنّ برامج المسابقات التي يقوم فيها المتبارون بالإجابة على أسئلة منوّعة ، وتُعطى جوائز للفائزين ، هذه المسابقات حرام أيضًا لأنّ الذي يرغب في المشاركة يُطلَب منه الاتّصال على رقم خاصّ ، تسعيرته أغلى من التّسعيرة العاديّة . ولو كانت المشاركة مفتوحة للجميع بدون دفع أيّ شيء ، لَجاز الأمر .


            ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

            تعليق


            • #7
              7- حذار من أكل لحم الخنزير !


              يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ 172 إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ 173 } (2- البقرة 172-173) .

              في هذه الآيات تحريمٌ واضحٌ وصريح لأكل لحم الخنزير . وبما أنَّ اللهَ حرَّمَه على عِباده ، فلا بُدَّ أنَّ في أكْله مَضرَّة لهم .

              وقد ذكر العلماء فعلاً أنّ لحم الخنزير يحتوي على العديد من الطُّفيليَّات والدّيدان الخطيرة . فالخنزيرُ حيوانٌ قَذِر ، يعيشُ في الأقذار ، ويأكلُ القاذورات والنَّجاسات ، وهو بهذا ينقلُ الأمراض إلى الإنسان .

              ولحمُ الخنزير غنيٌّ جدّا بهرمُونات النُّموّ التي تُسبّب الإصابة بالأورام الخبيثة . ودُهنُه يُسبّب ارتفاع نسبة الكُوليسترُول ، وأيضًا تَصلُّب الشَّرايين .
              ثمَّ إنَّ الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي لا يَغار على أُنْثَاه حين يُعتَدَى عليها ، ولا يُدافع عنها ولا عن صغارها إذا هُوجِمُوا ! ومِن هنا ، فهو سُبَّةٌ عند جميع شعوب العالَم بلا استثْناء . فترَى الذي يُريد أن يصفَ غيرَه بالدَّناءة ولُؤم الطَّبع ، يَنْعتُه بالخنزير .

              مِن العجيب إذًا أن يقبل الإنسان بعد هذا أن يُهينَ نفسَه بأكل لحم الخنزير ، وقد جعلَ له خالقُه آلافَ الأطعمة الطَّيّبة والنَّافعة بدلاً منه !

              يجبُ أيضًا الاحتياط في البلدان الغير إسلاميّة من بعض أنواع الشّوكولاطة والبسكويت والحلوى التي قد تحتوي على الكحول أو دهون الخنزير . وعليكَ يا أخي أن تتأكَّد قبل أكلها من خلُوّها من هذه الموادّ المحرَّمة ، وذلك بقراءة قائمة مركّباتها المكتوبة عادةً على الغلاف .


              ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

              تعليق


              • #8
                8- كلمة عن طعام أهل الكتاب


                ذبائحُ أهل الكتاب (وهم اليهود والمسيحيّون) حلال ، شرط أن تَكون مذبوحة فعلاً . والذَّبح هو أن يُقطَع البُلعوم (وهو مَجرى الطَّعام من الحلق) والوريد .

                لكنَّ الشَّائع اليوم في البلدان الغير إسلاميَّة أنَّهم لا يَذبحُون الحيوان ، وإنَّما يَقتلونه بالصَّدمات الكهربائيَّة أو غيرها . وبالتَّالي ، فعلَى المسلم الذي يعيش في هذه البلدان أن لا يأكل من اللُّحوم التي تُباعُ عندهم ، ولا المرق الذي طُبِخَت فيه ، لأنَّ الغالبَ على الظَّنّ أنَّ الحيوان لم يُذبَح .

                وعلى كلّ حال ، يُمكن للمسلم الآن شراء اللّحم من المجازر الإسلاميَّة ، فقد أصبحت اليوم في كلّ مكان والحمد للَّه .


                ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

                تعليق


                • #9
                  9-- كلمة عن الذّبح على الطّريقة الإسلاميّة


                  روى الإمام مسلم في صحيحه عن شداد بن أَوْس رضي الله عنه ، قال : ثِنْتان حَفظْتُهما عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال : إنَّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلّ شيء ، فإذا قتَلْتُم فأحْسِنُوا القتْلَة ، وإذا ذبحْتُم فأحْسِنُوا الذَّبْح ، وليَحُدَّ أحدُكُم شفْرَتَه فلْيُرِحْ ذَبيحَتَه . (صحيح مسلم - الجزء 3 - ص 1548 - رقم الحديث 1955) .

                  ظهرت مؤخَّرًا دراسات لباحثين مسلمين وغير مسلمين ، أثْبَتُوا فيها أنّ ذبحَ الخرفان والأبقار والدَّجاج والطُّيور على الطَّريقة الإسلاميّة ، أي بقَطع الوريدين في العُنُق ، هي أحسن وأرحم طريقة للحيوان ! ذلك أنَّه ، بعد بضع ثوان فقط من قَطع الوريدين ، يَدخُل الحيوانُ في إغماءٍ عميق ، ويَفقِدُ الإحساسَ نهائيّا ، ثمّ يَموت دون أن يُحسَّ بآلام لأنّه فاقدٌ للوعي تَمامًا .

                  أمَّا الحركات التَّشنُّجيَّة التي تَصدر عنه بعد ذلك ، مِن تَحريك لقوائمه وغيرها ، فهي على عكس ما نَظنّ وما هو شائع ، ليست من شدَّة الألَم ، وإنَّما لأنَّه ، عند قطع الوريدين ، تخرج كمّيَّة كبيرة من الدَّم في وقت قصير ، فيُرسِلُ الدّماغُ أوامره عن طريق الجهاز العصبي إلى القلب لتزويده بالدّم . فتُسْتَنْفَر عندئذ جميع عضلات الجسم ، فتتحرَّك تحرُّكات تشنُّجيَّة لإرسال الدَّم إلى القلب ، الذي يَضُخُّه بدوره إلى الدّماغ .

                  ولكنَّ الدَّم لا يَصلُ إلى الدّماغ بسبب الوريدين المقطوعين ، فيندفعُ عن طريقهما إلى الخارج . وهكذا يَظَلُّ الجهاز العصبي يُعطي إشارات ، وأجهزةُ الجسم تُرسِلُ الدّماء فتندفعُ إلى الخارج ، حتَّى يَتِمَّ تَصفيَة جسم الحيوان من الدّماء الموجودة فيه .

                  وخروجُ الدَّم بهذه الطَّريقة هو من أنفع الأمور للإنسان الذي سيأكل لحمَ هذه الذّبيحة . فالدَّم هو من أخصَب البيئات لِنُمُوّ الجراثيم ، كما أنَّه هو نفسه يحملُ موادَّ ضارَّة للإنسان . وبالتَّالي ، فإنّ خروجه يَجعلُ لحم الذّبيحة أنْقَى من الجراثيم والأضرار .

                  ويَجبُ أن يكون السّكّين حادّا لكي يَقطع بسرعة من المرّة الأولى ، دون اللّجوء إلى تَمريره عدّة مرّات لأنّ في ذلك تعذيبًا للحيوان . ويجبُ أيضًا قطع العنق بعُمق ، مع مراعاة تَمرير السّكّين يَمينًا وشمالاً لقطع الوريد والشّريان والمريء والقصبة الهوائيّة .

                  من ناحية أخرى ، أثبتت نفس هذه الدّراسات أنّ طريقة قتل الحيوان بالصَّدمات الكهربائيّة المتداولة في الغرب هي ، على عكس ما هو شائع ، من أبشع الطُّرق وأكثرها تعذيبًا للحيوان ! هذا بالإضافة إلى أنَّ الدَّم يَبقَى مُحتبسًا داخل جسمه ، وبالتّالي يَضُرُّ آكل لحمه


                  ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

                  تعليق


                  • #10
                    10- حذار من التّعامل بالرّبا !


                    إذا أودعتَ مبلغًا من المال في البنك أو أقرضْتَه شخصًا ما ثمّ أخذتَ عليه فائدة ، فهذه الفائدة تُعتَبَر ربا ، وهي حرام .

                    وإذا اقترضتَ مبلغًا من المال من البنك أو من شخص ما ثمّ أرجَعْتَه بفائدة ، فهذه الفائدة تُعتَبَر أيضًا ربا ، وهي حرام .

                    والعجيبُ أنّ بعض المسلمين اليوم يُصلُّون ويَصومون ويُزكُّون ، ومع ذلك لا يَرونَ بأسًا في التَّعامل بالرّبا ، بدعوى أنّه لا يمكنُ اليومَ بناء مسكن أو شراء سيّارة أو فتح مشروع ، دون الاقتراض من البنك . بينما جاء التَّحذير من الرّبا في مُنتهَى الشّدَّة في القرآن العظيم وعلى لسان رسولنا الكريم !

                    فقد روى الإمام أحمد في مُسنَده عن عبد الله بن حنظلة ، غسيل الملائكة رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : دِرْهَمُ رِبًا يأكلُه الرَّجلُ وهو يعلمُ ، أشَدُّ من ستَّة وثلاثين زَنْيَة . (مسند الإمام أحمد بن حنبل - الجزء 5 - ص 225 - رقم الحديث 22007) .

                    وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الموبِقَات ، قالُوا : يا رسولَ الله ، وما هُنَّ ؟ قال : الشّرْكُ بالله ، والسّحْر ، وقَتْلُ النَّفْس التي حرَّمَ الله إلاَّ بالحقّ ، وأكْلُ الرّبَا ، وأكْلُ مال اليَتيم ، والتَّوَلّي يوم الزَّحْف ، وقَذْفُ المحصَنات المؤمنات الغافلات . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 3 - ص 1017 - رقم الحديث 2615) .

                    قال ابن حجر العسقلاني في شرحه لهذا الحديث : الموبقات هي الكبائر .

                    ويقول تعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 278 فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ الله وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ 279 } (2- البقرة 278-279) . فَهل أنت مستعدٌّ لإعلان الحرب على الله ورسوله ؟!

                    ولا يَغُرَّنَّكَ يا أخي ما يُردّده البعضُ مِن أنّ بعضَ العلماء أفْتَوْا بجواز الاقتراض من البنك ! فلو أنَّكَ سألْتَ هؤلاء النَّاس : مَن هُم هؤلاء العلماء ؟ وما هو نَصّ فَتواهم ؟ لَما وجدتَ عندهم إجابة ! ونَصيحتي لك لكي لا تقع في هذه الكبيرة : أن تسألَ بنفسكَ عالِمًا ثِقَةً عن حالتكَ بالضَّبط ، ثمّ تعمل بما يقوله لك .


                    ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

                    تعليق


                    • #11
                      11- احذار من الغشّ !


                      روى ابن حبّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم مَرَّ على صبرة طعام ، فأدخلَ أصابعَه فيها، فإذا فيه بَلَل . فقال : ما هذا يا صاحبَ الطَّعام ؟! قال : أَصابَتْهُ السَّماء (أي المطر) يا رسولَ الله ، قال : فهَلاَّ جَعَلْتَه فوق الطَّعام حتّى يَراهُ النّاس ؟! مَن غَشَّنا فلَيْس مِنَّا . (صحيح ابن حبّان - الجزء 11 - ص 270 - رقم الحديث 4905) .

                      والغِشّ هو إظهار الشَّيء على خلاف حقيقته ، دون عِلْم المشتري .


                      ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء

                      تعليق


                      • #12
                        12- حذار من شراء شيء مسروق !



                        روى البيهقي في سُنَنه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال : مَن اشْتَرى سَرقة (أي شيئًا مسروقًا) وهو يعلَم أنّها سَرقة ، فقد أشرك (أي اشتركَ) في عارِهَا وإثْمِها . (سنن البيهقي الكبرى - الجزء 5 - ص 335 - رقم الحديث 10608) .

                        تعليق


                        • #13


                          13- حذار من الاستماع للغناء والموسيقى !


                          روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري ، قال : حدّثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ، واللهِ ما كذبَني ، سمعَ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : لَيَكُونَنَّ من أُمَّتي أَقْوامٌ يَستحِلُّون الحِرَّ والحريرَ والخَمْرَ والمعازِف . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2123 - رقم الحديث 5268) .

                          قال ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري : الحِرُّ هو الفَرْج ، أي يَستحِلُّون الزّنا .

                          هذا الحديثُ يدلُّ على أنَّ الحِرَّ (أي الزّنَا) ، ولُبسَ الحرير (بالنّسبة للرّجال) ، وشُربَ الخَمْر ، واستعمالَ المعازِف (وهي الآلات الموسيقيَّة)، كلّ هذه الأشياء محرَّمة ، لأنَّها لو كانَتْ حلالاً لَما قال النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : يَستحِلُّون . فالأصلُ إذًا أنّها حرام ، ثمّ يأتي زمانٌ على النّاس ، مثل زماننا هذا ، فيَدَّعون بأنّها حلال .

                          بالنّسبة للأغاني ، فلا اختلاف أنَّها إذا كانت تَحُثُّ على الفاحشة والفُجور وتُهيّج الغرائز ، مثلما هو الحال في عصرنا اليوم ، فهي حرامٌ على المغنّي وعلى المستمع .

                          وقد روى الحاكم في مُستدركه عن (عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه ، أنَّه قال في قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الله } (31- لقمان 6) ، قال : هو واللهِ الغِنَاء . (المستدرك على الصّحيحين - الجزء 2 - ص 445 - رقم الحديث 3542) .

                          وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : مَنْ دَعَا إلى هُدى كان له من الأجْر مثْلَ أجُور مَنْ تَبعَه ، لا ينقصُ ذلكَ منْ أجورهم شيئًا ، ومَنْ دَعَا إلى ضلالة كان عليْه من الإثْم مثْل آثام مَنْ تَبعَه ، لا ينقصُ ذلك منْ آثامهم شيْئًا . (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2060 - رقم الحديث 2674) .

                          فحسبَ رأيكِ يا ابنتي ، هل غناءُ الحبّ والعشق هو دعوة للهُدَى أم للضَّلال ؟ هل هو يُشجّع النَّاس على الالتزام بالأخلاق الفاضلة ، أم بالعكس ، يُثِيرُ غرائزهم ويَستدْرجهم حتَّى يقعُوا في الكبائر مثل الزّنا وشُرب الخمر وترك الصَّلاة ؟!

                          ثمّ ، هل تعلمينَ يا ابنتي ما ينتظرُ المطربين والمطربات من مَصائب ونكَبات ؟ استمعي معي لِمَا يلي :

                          تَبدأُ المطربةُ في تحصيل الآثام ، من لحظة التَّحضير لأوَّل أغانيها وحتّى آخر مرَّة تُغنّي فيها في حياتها !

                          وليس هذا فقط ، بل وتحصدُ أيضًا آثامًا تُعادلُ آثام كلّ مَن يَستمع لأغانيها ، في حياتها وأيضًا بعد موتها .. إلى يوم القيامة !

                          وتحصدُ أيضًا آثامًا تُعادلُ آثام كلّ مَن يُردّدُ أغانيها ، في حياتها وأيضًا بعد موتها .. إلى يوم القيامة !

                          وتحصدُ أيضًا آثامًا تُعادلُ آثام كلّ مَن يَنظُرُ إليها مُتبرّجة في التّلفاز أو غيره ، في حياتها وأيضًا بعد موتها .. إلى يوم القيامة !

                          وتحصدُ أيضًا آثامًا تُعادلُ آثام كلّ مَن يُحاولُ الاقتداء بها ليَدخُل عالَم الفنّ ويُصبح مشهورًا مثلها ، في حياتها وأيضًا بعد موتها .. إلى يوم القيامة !

                          وهذه الآثامُ لا يَحصدُها فقط مَن يَدخُل عالَم الفَنّ أو التَّمثيل ، وإنَّما أيضًا مَن لا يكتفي بسماع الأغاني ومُشاهدة الأفلام الخليعة لنَفسه ، بل يُعطي الأشرطة لغيره ليَسمعها أو يُشاهدها ! نعم ، لأنَّه بهذا يساعدُ على نَشر الفاحشة .

                          وقد تَوَعَّد اللهُ النَّاسَ الذين يُحبُّون أن تَشيعَ الفاحشة في المؤمنين ، بالعذاب الأليم في الدُّنيا والآخرة . يقول تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ 19 } (24- النّور 19) .

                          حذار إذًا يا ابنتي وحذار يا بُنيّ من الاستماع إلى أغاني العشق والفساد ، وحذار من متابعة البرامج المنحطّة مثل ستار أكاديمي أو سوبر ستار ، وحذار من حضور الحفلات الماجنة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الهابطة ، فكلّ ذلك حرام ، حرام !

                          بقي أن أضيف أنّه يجوز على كلّ حال سماع الأغاني الطّيّبة ، والتي تحثّ على الفضيلة والخير ، ويَتغنَّى بها رجالٌ مُلتَزمون بتعاليم الإسلام وبدون استعمال آلات موسيقيَّة ، مثل البعض وليس الكلّ مِمَّا يُسَمَّى بالأناشيد الإسلاميّة ، شرطَ عدم الإكثار منها حتّى لا يكون ذلك مَلْهاة عن الذّكر وقراءة القرآن .

                          تعليق


                          • #14
                            14- قصّة فنّان تاب عن الغناء وهو في قمّة الشّهرة !


                            هذه قصّة توبة مُطرب الصّومال الأوّل : عبد الله زلفى ، بعد أن سمع المؤذّن يُنادي للصّلاة !

                            يقول الرّاوي : في إحدى المدارس الابتدائية بمقديشو ، تجمّع المعلّمون والإداريّون ومعهم مدير المدرسة ، يستمعون بشغف إلى ذلك الفتى الأسمر النّحيل ، وهو يشدو بصوته السّاحر ويردّد أبياتًا من عيون الشّعر العربي. كانت الصّومال وقتها تعيش الحقبة الاشتراكيّة من عهد الرّئيس سياد برّي، فكان لا بُدّ لموهبة الفتى أن تُسخّر في هذا الاتّجاه . فتسابق الشّعراء في تنظيم قصائد المدح والإشادة بالرّئيس وعهده ، لكي ينشدها الفَتى الذي ذاع صِيته في مدارس العاصمة وأصبح مَحطّ أنظار مسؤولي التّعليم .

                            تقدّم الفتى إلى المرحلة المتوسّطة ثمّ الثّانويّة، وتقدّمت معه مَوهبته التي جذَبت انتباه وزير التّعليم، فأصدر قرارًا بتأسيس فرقة موسيقية تحت إشراف الفتى . تلكُم كانت بداية عبد الله زلفى مطرب الصّومال التّائب ، الذي قرّر أن يُغرّد خارج سِرْبه ، بعد أن تبيّن له أنّ السّرب يسير نحو الجحيم .

                            ذاعت شُهرته وأصبح يعرفه كلّ صومالي وجيبوتي ، ولقّبوه بمطرب الصّومال الأوّل . وفي عام 1396 هـ (1976م) ، شهدت الصّومال نقطة تحوّل في تَوجُّهها ، حيث تَمّ طرد الخبراء السّوفييت واعتماد سياسة الانفتاح . فكان لا بُدّ لمطرب الصّومال الأوّل أن يتجاوب مع توجّهات بلاده ، فترك الفرقة الموسيقيّة الحكوميّة وعمل لحسابه ، وتحوّل من الغناء للاشتراكيّة إلى الغناء للانفتاح .

                            يقول عبد الله زلفى : اشتريت مَلْهى ليليّا كنت أغنّي فيه . وكانت فنادق مقديشو وملاهيها تتسابق لاستضافتي، فكنت أغنّي في أكبر فُندقين في العاصة : العروبة وجوبا . كانت مهمّتي تتماشى مع متطلبّات المرحلة ، فقد كان علَيّ إغراق الشّباب في اللّهو والمجون ، بحيث لا يفكّرون فيما يحدث لبلادهم من تمزيق ولثرواتهم من نَهب .

                            كان الشّباب حولي يَرقصون ، فيما كانت مدافع وصواريخ أثيوبيا تَدُكُّ المساجد في هرجيسا وبرعو وغيرهما من المدن المسلمة ! قدّمتُ السّخافات الغربيّة بدعوى الفرانكو أراب ، وسافرتُ إلى لندن وباريس وروما وغيرها من العواصم الأوروبيّة والأفريقية ، لتقديم الفنّ الصّومالي الحديث ! وازداد إقبالُ الشّباب علَيّ ، ورافق ذلك إطراء وتهليل من وسائل الإعلام للغناء الذي أُقدّمه ، وكان ذلك يعني مزيدًا من الأموال تُصبّ في جيبي .

                            عام 1403هـ (1983 م) كان فاصلاً في حياتي . فقد أراد والدَاي أن يكملا فَرحتهما بابنهما الذي أصبح موضع إعجاب شباب وشابّات الصّومال . وقد خشيا أن أتزوّج فتاة لا يعرفانها وأبتعد عنهما ، فرشّحا لي إحدى قريباتي عروسًا ، كانت على درجة عالية من الثّقافة والجمال . فوافقتُ عليها بدون تردّد ، وتوقّعت أن تطير فرحًا بي . كيف لا ، وقد وقع اختياري عليها من بين آلاف الفتيات اللاّتي يتمنَّيْنني زوجًا . لكنّ توقّعاتي خابتْ ، فمنذ اللّيلة الأولى لَمحتُ في عينيها حزنًا دفينًا لم تُخْفِه كاميرات التّلفزيون والمصوّرين التي مَلأتْ قاعة الاحتفال . ظننتُ أنّ المسألة مُجرّد إرهاق أو خجل يعتري الفتيات في مثل هذه المواقف ، ولكنّ الأمر لم يكن كذلك .

                            كنت أعود من الملهى قُبيل الفجر ، فأجد زوجتي تقرأ القرآن . وإذا حكيتُ لها ما حدث لي في عملي ، تكتفي بتحيّتي وتدعو لي بالهداية ، ثمّ تمضي لصلاة الفجر ، وأمضي أنا إلى فراشي . وكلّما حدّثتُها عن عملي ، أجابتني : الرّزّاق هو الله . ولم أكن وقتها أفهم معنى هذا الكلام ، فلم نكن نشكو الفقر أو قلّة الرّزق .

                            وبعد خمس سنوات من زواجنا ، رأتْ زوجتي أن تُواجهني مباشرة . فلمّا عدت إلى المنزل في أحد الأيّام ، كانت مساجد المدينة تصدح بأذان الفجر . فسألتني مستنكرة : لِمَ لم تدخل المسجد وأنت تسمع أذان الفجر ؟! كانت هذه هي المرّة الأولى التي أسمع فيها أنّ بإمكاني أن أدخل المسجد وأُصبح مسلمًا صالحًا !

                            كانت تلك بداية معركة في داخلي ، بين فطرتي التي تدعوني للاستجابة لنصيحة زوجتي ، وواقعي الغارق في وَحَل الفنّ . وفي المساء ، كنت أُهندم ملابسي استعدادًا للذّهاب إلى الملهى ، فإذا بزوجتي تهمس في أذني برقّة : استرحْ يا أخي ، فالرّزّاق هو الله . خشيتُ أن أضعف أمامها ، فأسرعت خارجًا من البيت .
                            لكنّ رحمة الله عزّ وجلّ كانت تنتظرني . فما أن نزلتُ من سيّارتي وهممت بدخول الملهى ، حتّى سمعتُ المؤذّن ينادي لصلاة العشاء : حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، وكأنّي أسمع هذا النّداء للمرّة الأولى ! فما كان منّي إلا أن غيّرتُ وجهتي ، ودخلتُ المسجد .

                            توضّأتُ ، وصلّيتُ مع المصلّين الذين تجمّعوا حولي يُمطرونني بالتّرحاب وقد غطّت وجوههم السّعادة ، وأهدَى إليّ أحدهم كتاب شرح أحاديث البخاري . خرجتُ من المسجد وركبتُ سيّارتي ، وقفلتُ عائدًا إلى البيت لأبشّر زوجتي بمولدي الثّاني .

                            يقول الرّاوي : تلك كانت قصّة مُطرب الصّومال الأوّل مع الهداية . وقد بَرْهن على صدق تَوبته بخُطوات عمليّة ، بدأَها بالتّبرّع بالأجهزة الصّوتيّة والاستديو الذي يملكه لخدمة الدّعوة الإسلاميّة . وبدأ دخلُه يتراجع وأموالُه تقلّ ، فهو مُغنّ وليس له دَخْل سوى ما يكسبه من هذه المهنة . فلم يَفتّ ذلك في عضده ، وباع سيّارته ومنزله الكبير . وكان عزاءه في ذلك حلاوة الإيمان التي تغمر قلبه ، والسّعادة التي تحيطه بها زوجته وهي تردّد : الرّزّاق هو الله . لقد أصبح لهذه العبارة الآن معنى ومذاقًا طالما غاب عن عبد الله قبل ذلك .

                            ولَمّا كان طريق الإيمان والتّوبة محفوفًا بالمكاره اختبارًا وامتحانًا ، فقد استدعتْهُ السُّلطات وعاتَبتْه على خطواته التي عَدُّوها مُتهوّرة . وظنّوا أنّ الأمر لا يَعدو مُجرّد نزوة من فنّان أراد أن يجذب الانتباه إليه ، لكنّهم وجَدُوه إنسانًا آخر غير الذي عَهدوه طيلة ثمانية عشر عامًا ، عُمر مشواره الفنّي . هدَّدوه ، وطلبوا منه أن يَظهر في التّلفاز ويُعلن أسفه على خُطْوته تلك ، ويَعتذر لِمُعجبيه من الشّباب والشّابّات ويؤكّد لهم أنّه قد غُرّر به ، فرفض . فلمّا أدركوا حجم تَصميم الرّجل ، لم يجدوا بُدّا من سجنه ! نعم ، سجنوه لأنّه تخلّى عن دَور مُهمّ كان يقوم به في تغييب الشّباب ، وأصبح قدوة من نوع آخر، نوع يُقلق أهلَ الباطل ويُهدّد أركان مشروعهم .

                            لم تُفلح العصا ، فعادوا يُلوّحون بالجزَرة . عرضوا عليه مبلغًا من المال على أن يَعود إلى الفنّ ، لكنّه أبَى . اقترحوا عليه أن يُنظّموا له حفل اعتزال عسى أن يكون ذلك بداية لاجتذابه إلى الغناء مرّة أخرى ، ولكنّه فَهم المخطّط ورفض بإصرار .

                            يقول عبد الله زلفى : كانت عقيدتي قويّة ، وكانت زوجتي تقف معي في محنتي ، فكان قراري هو الرّفض القاطع للعودة إلى الطّرب .

                            وفي عام 1410هـ (1989 م) ، أراد أن يخرج من جوّ الحصار الذي يحيط به والملاحقات المتوالية التي تضغط عليه ، فلم يجد وجهة خيرًا من بيت الله الحرام . وهناك تزوّد بشحنة إيمانيّة جديدة ، كان لها بالغ الأثر في تثبيته على طريق الإيمان . فقد تلقَّفتْه الأيدي الطّاهرة في مكّة، وأحاطَتْه بالرّعاية حتّى أَتمّ حفظ عشرة أجزاء من القرآن . ولَمّا دوَّتْ صفّارات الحرب في الصّومال واشتبكت القبائل والميليشيات في حرب أهليّة طاحنة ، قرّر العودة إلى الصّومال حيث يفرّ النّاس منه . فما أَحوج الصّومال إلى دور عبد الله الجديد داعية ومصلحًا . أراد أن يكفّر عمّا ارتكبه من جرم في حقّ شباب الصّومال ، فراح يطوف هناك يحثّهم على الصّبر والثّبات والسّلام ، ويُحذّرهم من الانسياق وراء عصابات الحرب والإفساد والدّمار .

                            فلّما رأى أن الشّرّ قد استفحل ، عاوَده الحنينُ إلى مكّة ، فمَن ذاق عرَف . فجاء مُلبّيًا ، وطاب له المقام ، وقطع شوطًا كبيرًا في حفظ القرآن الكريم . والآن عبدُ الله يعمل داعية إلى الله عزّ وجلّ . دعاه بعضُ أصدقائه إلى استخدام موهبته في خدمة الدّعوة ، فهو صاحب صوت نَديّ يُمكن أن يَشدو به أعذب الأناشيد . لكنّه رفض وقال : أخشى إن دخلتُ الفنّ مرّة أخرى من باب الأناشيد ، أن أعود إلى سابق عَهدي . وعندنا مَثَلٌ في الصّومال يقول : اليَد التي تَسرق القليل ، مصيرها إلى السّرقة .
                            الفنُّ بوصفه الحالي حرام ولا يصلح لخدمة الإسلام ، وأنا اخترتُ مجال الدّعوة بعيدًا عن الفنّ . صحيح أنّ لبعض العلماء فتاوى في جواز الغناء بلا مزامير ، بهدف بَثّ الحماس أو العِظة أو التّمسك بالدّين . ولكن لا أُحبّذ ذلك لنفسي ، ولا أَمنع من يَرى في نفسه المقدرة على استخدام الفنّ في تربية الرّوح الإسلاميّة في نفوس النّاس . إنّ الوضع في الصّومال لا يحتاج إلى فنّ ، بل يحتاج إلى دعوات في الثّلث الأخير من اللّيل ، مع الأخذ بالأسباب ، لانتشاله من الوضع المأسوي الذي يعاني منه .

                            تعليق


                            • #15
                              15- حذار من التّبرّج ولبس الملابس الخليعة


                              نبدأ بلباس المرأة وزينتها :

                              يقول الله تعالى في القرآن الكريم : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31 } (24- النّور 30-31) .

                              كانت المرأة المسلمة في السَّنوات الأولى من بعثة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ترتدي جلبابًا يسترُ كامل جسدها ، وتضع فوق رأسها خمارًا تُغطّي به شعرَها وتسدُله وراء ظهرها فيبدُو بذلك عنقها وبعض صدرها . وكانت هذه أيضًا عادة المشركات من نساء قريش .

                              فلمَّا نزل أمْرُ الله تعالى : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } ، أصبحت المرأة المسلمَة مأمورة بتغطية رأسها وكلّ شعرها وعُنقها وفتحة الصَّدر وما يقابلها من الظَّهر ، بالإضافة إلى تغطية باقي جسمها إلى القدمين . وهذا الأمر ليس على سبيل الاستحباب، وإنَّما أَمْر وُجوب ، تَمامًا مثل الأمر بإقامة الصَّلوات الخمس وصيام شهر رمضان .

                              يقول الله تعالى في آية أخرى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا 59 } (33- الأحزاب 59) .

                              فالمقصود بقوله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ من جَلابيبهِنَّ } ، أي يُدنين بالطَّرف العُلوي من جلبابهنَّ أو ثوبهنَّ الفضفاض ، على رؤوسهنَّ وعلى وُجوههنَّ .

                              لهذا ، قال فريقٌ من عُلَماء المسلمين بأنَّ الفتاة المسلمة إذا بَلَغت المحيض ، وجبَ عليها تغطية كامل جسمها ، بِما فيه الوجه والكفَّيْن . وهذا الرَّأيُ معمولٌ به خاصَّةً في بلدان الخليج ، حيثُ تُغطّي المرأةُ وجهها بنِقاب ، ويديها بقُفَّازَيْن . وقال آخرون بأنَّه لا مانع من كشف الوجه والكفَّيْن إذا أُمنت الفتنة .

                              طبعًا ، هذا اللّباس ترتديه الفتاة أو المرأة عندما تكُون خارج بيتها أو أمام غير محارمها . أمَّا عندما تكون فقط مع مَحارمها ، مثل والديها وأخواتها وعمّها وخالها ، أو مع نساء مسلمات ، فيمكنها أن تنزع الحجاب . وإذا كانت متزوّجة ، فلها الحقُّ أن تلبس ما تشاء وتكشف عمَّا تشاء أمام زوجها .

                              ويُشتَرطُ في لباس المرأة المسلمة أن يكون فضفاضًا : أي لا يُحدّدُ أجزاءَ البَدن ، وغير شفَّاف : أي لا يُظهر ما تحته ، وأَلاَّ يكون كثير الألوان والزّخارف بحيث يجلبُ الانتباه . وهذا الأمر يتحقَّق أفضل ما يُمكن بلُبس حجاب يُغطّي الرَّأس والشَّعر والعُنق والصَّدر ، مع جلباب واسع ينسدلُ على الجسم إلى القدمين .

                              لكن للأسف ، نجدُ اليوم بعض الفتيات المسلمات يَحرصْنَ على تغطية الرَّأس بالحجاب ، ويُهمِلْن في المقابل الالتزام بالثَّوب الفضفاض! فترى الواحدة منهنَّ تخرج بسرْوَال وقميص، تَمامًا مثل الشَّباب، والأخرى تلبس فستانًا ضيّقًا يصف كلَّ بدنها ، وكأنَّ الواجب فقط هو تغطية الرَّأس بحجاب ! وهؤلاء لا يدرين أنَّهنَّ بهذا يُسِئن كثيرًا إلى دينهنَّ ، ويَحصدنَ الكثير من الذُّنوب والآثام .

                              وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال : صِنْفَان من أهل النّار لَم أَرَهُما : قومٌ معهم سِياطٌ كأذناب البَقَر يَضربون بها النّاس ، ونساءٌ كاسيَاتٌ عاريات مُميلات مائلات ، رؤوسهنَّ كأسْنِمَة البخت المائلة ، لا يَدخُلْنَ الجنَّة ولا يَجدن ريحها ، وإنّ ريحها لَيُوجَدُ من مسيرة كذا وكذا . (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2192 - رقم الحديث 2128) .

                              فاحذري يا ابنتي المحجّبة أن يكون لباسك كاسِيًا عارِيًا ، فتُعرّضين نفسكِ للوعيد الذي جاء في الحديث : لا يَدخُلْنَ الجنَّة ولا يَجدن ريحها !

                              شرطٌ آخر يجبُ على الفتاة أو المرأة المسلمة أن تلتزم به : يقول تعالى في الآية 31 من سورة النُّور التي ذكرناها : { ولا يُبْدِينَ زينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَر منها }. قال العُلماء : أي لا يُبدين إلاَّ اللّباس الشَّرعي، وربَّما أيضا : الخاتم والسّوار في اليد .

                              وعلى هذا ، فإنَّ ما نراه اليوم من خروج بعض المحجَّبات بِمَساحيق على الوجه ، هو حرام ، حرام ! فهذه الزّينة ، حتّى ولو كانت قليلة ، لا تجوز إلاَّ أمام الزَّوج أو المحارم .

                              من ناحية أخرى ، يَحرُم على الفتاة أو المرأة المسلمة أن تَستعمل الوشم ، كما يَحرُم عليها أن تَحفَّ من حاجبَيْها ، لأنَّ في ذلك تغييرٌ لِخَلق الله . وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه، أنّه قال : لعنَ الله الواشمات والمستوشمات ، والنَّامصات (وهي المرأة التي تَنتف أو تَحفُّ أو تأخذُ من حاجبها) والمتنمّصات (وهي المرأة التي تَطلب من غيرها أن تَنتف لها من حاجبها) ، والمتفلّجات لِلْحُسْن المغيّرات خَلْقَ الله .
                              فبلغَ ذلك امرأةً من بَني أسد يُقالُ لها : أمّ يَعقوب ، وكانت تَقرأ القرآن ، فأَتَتْهُ فقالتْ : ما حديثٌ بَلَغَني عنكَ أنَّكَ لَعنْتَ الواشمات والمستوشمات ، والمتنمّصات ، والمتفلّجات لِلْحُسْن المغيّرات خَلْقَ الله ؟! فقال عبدُ الله : ومالي لا أَلْعنُ مَن لَعنَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وهو في كتاب الله ؟! فقالت المرأة : لقد قرأتُ ما بينَ لَوْحَي المصحف ، فَمَا وَجدتُه ! فقال : لَئِنْ كُنتِ قَرأتيه ، لقد وَجدتيه : قال الله عزَّ وجلّ : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (59- الحشر 7) . فقالت المرأة : فإنّي أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن ! قال : اذهبي فانظُري ! فدخلَتْ على امرأة عبد الله فلَم تَر شيئًا . فجاءتْ إليه فقالتْ : ما رأيتُ شيئًا ، فقال : أَما لو كان ذلك لَم نُجامِعْها . (صحيح مسلم - الجزء 3 - ص 1678 - رقم الحديث 2125) .

                              ويَحرُم على الفتاة أو المرأة أيضًا استعمال العطر ثمّ الخروج به خارج بيتها . فقد روى ابن حبّان في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أنّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : أيُّمَا امرأة استَعطَرتْ ، فَمَرَّتْ على قَوم لِيَجدُوا ريحَها ، فهي زانية ، وكلُّ عين زانية . (صحيح ابن حبّان - الجزء 10 - ص 270 - رقم الحديث 4424) .

                              فاحتاطي يا ابنتي الفاضلة لكلّ هذه الأمور ، واختاري رِضَا الله ولو لَم يَرضَ النّاس !

                              بالنّسبة للولَد أو الرّجل ، فعَورَتُه التي يجبُ عليه تغطيتها هي : من السُّرَّة إلى الرُّكبة . ويُشترط في لباسه أن يكون فضفاضًا : لا يُحدّدُ أجزاءَ البَدن ، وغير شفَّاف : لا يُظهر ما تحته .

                              من ناحية أخرى ، فإنّ لبس الخاتَم أو السّلسلة من الذَّهب أو السَّاعة التي فيها شيءٌ من ذهب ، أو ثياب الحرير : حرامٌ على الفتيان أو الرّجال ، حلالٌ على الفتيات أو النّساء . فقد روى البيهقي في سُننه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : أُحِلَّ الذَّهبُ والحريرُ لإناثِ أُمَّتي، وحُرّم على ذُكُورها. (سنن البيهقي الكبرى - الجزء 2 - ص 425 - رقم الحديث 4020) .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X