تاريخ الفتح الاسلامى بين تدليس النصارى و حقيقة الأمور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ الفتح الاسلامى بين تدليس النصارى و حقيقة الأمور

    تاريخ الفتح الاسلامى بين تدليس النصارى و حقيقة الأمور

    بسم الله الرحمن الرحيم



    و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد النبى الخاتم و على آله و اصحابه و من دعى بدعوته الى يوم الدين
    احاديث النبى الصحيحة عن مصر
    إنكم ستفتحون مصر . وهي أرض يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها . فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا

    منعت العراق درهمها وقفيزها . ومنعت الشام مديها ودينارها . ومنعت مصر إردبها ودينارها . وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم
    " إن فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً، فإنهم خير أجناد الأرض
    في (كشف الخفاء 2/276) عن عمرو بن العاص، حدثني عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة" .ولم يذكر له إسناداً، ولا ذكر من خرّجه، وذكره في (كنـز العمال رقم 38262)، وعزاه لابن عبد الحكم في (فتوح مصر)، وابن عساكر في (تاريخه)
    تاريخ الفتح الاسلامى بين تدليس النصارى و حقيقة الأمور


    الجزء الأول

    المراجع المسيحية المستخدمة

    يوحنا النقيوسى
    وهو من اخذ منه كل افتراءات النصارى على جيش الفتح الاسلامى و استخدم اقواله كل الحاقدين على الاسلام فيما بعد
    هو اسقف مصرى عاش فى الفتره التاليه للفتح الاسلامى فى مصر ، كتب كتابا تاريخيا عن تاريخ مصر (وهو كتاب بلا قيمة حقيقيه سوى ان المؤرخين الاجانب استخدموا الاجزاء التى تتحدث عن دخول العرب مصر ) لاثبات ان المسلمين ارتكبوا مذابح ضد المصريين الاقباطومن اشهر من اشار الى هذا كتاب الفريد بتلر عن فتح مصر ، و كتاب تاريخ الامه القبطيه ، وكلاهما تحامل على المسلمين استنادا لكتاب هذا الرجل
    يصفونه بانه (شخصيه مريضه ) بصريح العباره لانه مصاب كما نرى بالساديه وحب تعذيب الاخرين مما حدا الاساقفه الى عزله ، ومثل هذه الشخصيات تستمتع باختراع احداث دمويه تستلذ بتخيلها ، كما فعل فى كتابه ثانيا كتاب ساويرس بن المقفع (سير الاباء البطاركه) وهو اسقف شهير جدا وصل الى منصب البطريركيه على ما اذكر او منصب انبا ، وهو له اعتبار كبير وقد ابدى اعجابه (بتقوى يوحنا النقيوسى) ورغم هذا فهو يذكر له حادثة شارك فيها بالتزوير (شهادة زور ) لتغيير وصية البابا الميت بتعيين شخص معين خلفا له ، وقام بتعيين شخص اخر وفى كلا الحالتين فالرجل من مصادرهم شارك فى التزوير فى امر دينى خطير وهو اختيار البطريرك ، وهو شخصيه مريضه بالساديهفاى شهادة تبقى لرجل كهذا

    المرجع الثانى ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين ( ملاوى المنيا اسم "الأشمونين" هو تحريف للإسم المصري القديم "خمون" أو مدينة الثُمانية المقدسة. وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر في مصر العليا القديمة.) أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء
    ساويرس أبن المقفع مؤلف تاريخ بطاركة كنيسة الإسكندرية القبطية كل ما نعلمه عن حياة ساويرس المعروف باسم "أبى البشر بن المقفع الكاتب" أو "أبى البشر جا – رود الكاتب المصرى" ينحصر في ثلاثة تواريخ: 1- نوفمبر 950م، وهو تاريخ تأليفه لكتاب "تفسير الأمانة"، الذى استكمل به كتابه السابق لهذا التاريخ وهو كتاب "المجامع"، وهو رد على كتاب "نظم الجوهر" لسعيد بن بطريق البطريرك الملكانى المقرب للفاطميين. 2- سبتمبر 955م، تاريخ إعادة تفسير كتابه السابق. 3- سنة 987م، مساهمته في تحرير الرسالة المجمعية إلى بطرك السريان. هذه هى التواريخ الأكيدة، وكل ما يضاف بعد ذلك هو اجتهادات تحاول الاقتراب من الحقيقة.
    ولد ساويرس حوالى عام 915م من والد لقب بالمقفع ، وقد درج بعض الكتاب على استعارة معنى "المقفع" الذى عرف به عبد الله بن المقفع الكاتب الشهير الذى عاش في القرن الثامن الميلادى، والذى نقل كتاب "كليلة ودمنة" من "البهلوية" إلى "العربية" والذى اتهم باختلاس مال الخراج، فعوقب بالضرب على يديه حتى تفقعت" أى تشنجت، كما ذكر البعض في تفسير "المقفع" إنها تعنى "منكس الرأس أبدا". وحقيقة تفسير معنى "المقفع" ترجع غالبا إلى الكلمة المصرية "قفة" التى حرفت إلى "قفعة" .. ولكنها ما زالت تنطق حتى اليوم في لفظها الأول "قفة" وهى تطلق على وعاء من الخوص أو حبال ليف النخيل، يصنعه عادة الفلاحون في الريف المصرى، وكذلك الرهبان والمتصوفة، ولعل والد ساورى كان يمتهن هذه المهنة فاشتهر بالمقفع، أى صانع "القفع". أما السين المضافة إلى ساورى فهى من اللواحق المقدونية. تربى ساورى تربي
    ومن هذان اتى بعدهم بعض المحرفين في القرن العشرين منهم ما سوف نسردهم الان
    (1) كتاب اقباط ومسلمون منذ الفتح العربى حتى عام 1922 إعداد جاك تاجر د فى الآداب من جامعة باريس
    (2) صفحات من تاريخ مصر فتح العرب لمصر تأليف الفرد 0ج0بتلر
    (3) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م ص290
    (4) تاريخ مصرالاسلاميه0 إلياس الايوبى
    (5) المؤرخ كامل صالح نخلة ص 17
    (6) كتاب فتوح مصر وأخبارها ل - إبن عبد الحكم نشره تشارلس تورى عام 1922
    (7) كامل صالح نخله مجله التوفيق القبطيه الخمس مدن الغربيه 16/2/1938


    هذه هى المراجع المسيحة و عليكم ان تحكمو بانفسكم على هذه المراجع من شخص سادى مريض نفسى و رجل تفقفقت يدها من كثرة الضرب عليها و اخرون لم يعاصروا الفتح و نقول عن يوحنا النقيوسى المولد بعد الفتح الاسلامى بحاولى قرنان و نصف من الزمن
    اى لم يعاصر الفتح لا هو ولا ابوه و جده حتى



    أحب أن ابدأ حديثي في ان أبين الفرق بين الفاتح و المحتل
    الفاتح : هو من يرفع الظلم و يضع الحق و لا يغتصب الحق و يعيد للبلاد كرامة الانسان فيها
    المحتل: هو من يضع الظلم و يزيد الباطل و يغتصب الحقوق و يزل كرامة الانسان

    من التعريف السابق نستطيع ان نعرف الفرق بين حال مصر في عهد المحتل الرومانى و الفاتح الاسلامى
    ولا يجب ان ننسى ان المسلمين الفاتحين ليسو بغرباء عن مصر فالمسلمين العرب من نسل إسماعيل الذى هو امه هاجر المصرية ( اذن ليس هناك غربة او بعد ) فالمصريين أخوال العرب و تربط العرب بالمصريين علاقة دم و دعونى اشبه الموقف و كأنك مقهور من شخص غريب و جاء ابن خالتك و حرر أرضك ووجدك على ضلالك فحسن أخلاقك و عقيدتك فما المشكلة فهل يكره الخير الا الشيطان !!!
    ثم انه من دمى و ابن خالتى و امه هى منى و من نفس جنسى و يشاء المولى عز وجل ان يرتب الامور هكذا و ان يقول النبى عن المصريين انهم خير اجناد الارض و هم اخوال النبى و النبى نفسه كان فيه الملامح العربية المصرية فالارتباط بين العرب و المصريين ارتباط لا ينكره الا حاقد او مدلس او مخرب فالدم واحد و الاصل واحد
    والان دعونى اعرض عليكم ما ساقه البغاة ذوى العقول المتعفنه من الاقباط المسيحيين على اسباب فتح مصر و نسى او تناسى هؤلاء ان هناك مؤرخين كتبو قبل ان يولد اجدادهم ما كان حقيقة سبب في فتح مصر
    فقد قال النصارى ان اسباب فتح مصر هو الحاح عمرو ابن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب و قالو ان عمرو شاهد حفلة فى الاسكندرية قام المدعون بلعبه شائعه فى ذالك العصر 0 وهي رمى كره على الحاضرين فمن تقع عليه يعتبر حاكم مصر، ثم يقوم بالامر والنهى0 وما على الباقيين الا السمع والطاعه والخضوع لاْوامره وحدث ان سقطت الكره على عمرو الذى حضر مشاهدا أثار هذا الحادث العجيب اللاعبين وكانو صفوه تجار الاسكندريه (1)
    ومن معاملات عمرو التجاريه مع الاقباط 0 لمس روح الكراهية التى يكنها الاقباط للبيزنطيين وتنافر قيادات الجيش مع حكام الاقاليم والحاكم العام ( البطرك الملكي اليوناني ) وشاهد غناها وثرائها وارضها الخضراء- كما لمس هدوء الاقباط وتفوقهم الحضاري
    هذا قول النصارى فبالله اسأل الجميع اى تفوق حضاري يدعيه النصارى و هم تحت قهر و ذل الرومان في ذلك الوقت و كانو مثل البقر الذى يرعى لأسياده فقط ولا يستطيع الواحد ان يفعل الا ما يأمره به سيده و الا كان السوط هو الوسيله للتأديب و هم من دينه يعرفون ان فلندع ما لله لله و ما ليقيصر لقيصر و ينقل النصارى من كتب المؤرخين الاسلاميين نقلا بتحريف كعادتهم و كأدبهم حتى مع كتابهم المقدس فنقلو من كتاب المؤرخ اليعقوبى و ازادو و استنتجوا ما لم يكتبه هو ولا غيره على تقدم الاقباط او حتى رقيهم في عهد الاحتلال الرومانى وان اسألهم الان ما هى الحضارة التى صنعها المصريين في اثناء الاحتلال الرومانى و من ايام عهد دخول الرومان في عهد البطالمه و كليوباترا و حتى انقسام الكنيسة بعد مجمع خلقدونيه و اذلال الكاثوليك الرومان للأرثوذكس المصريين
    و كذبوا بدعائهم عدم فتح عمر بن العاص لكتاب امير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى نزول عمر بن العاص مصر و انظرو الى كذبهم المفضحو فقد قالو
    الح عمرو بن العاص على الخليفه عمر بن الخطاب قائلا له: إن فتحها قوه للمسلمين وعونا لهم0وهى أكثر الارض اموالا وأعجزها عن القتال والحرب0(2) وفى موضع آخر إستمر إلحاح عمرو لغزو مصر فعندما خلا عمرو بن العاص بعمر بن الخطاب فىالجابيه قرب دمشق إستأذنه فى المضى لغزو مصر قائلا: انى عالم بطرقها , وهى اقل منعه وأكثر اموالا0فكره أمير المؤمنين الاقدام على من فيها جموع الروم وجعل عمرو يهون امرها0(3) فقد قال للخليفة: «أتأذن لي في أن أصير إلى مصر ، فإنّا إن فتحناها كانت قوّة للمسلمين ، وهي من أكثر الأرض أموالا ، وأعجزها عن القتال»(1) 1 . تأريخ اليعقوبي: 2 / 147 ـ 148 ولم يزل عمرو يعظم من أمرها عند عمر بن الخطاب ويخبره بحالها ويهون عليه فتحها حتى ركن بذلك عمر ، فعقد له 4000 رجل كلهم من عك ، ويقال 3500 (4) حينئذ قال عمر بن الخطاب له: سر وأنا مستجير الله فى مسيرك 0 ولما خيم الظلام رحل عمر بجيشه دون أن يشعر به أحد بعد مده دخل
    ثم انظرو الى هذا الفسق في عرض الامر فقد قالو ان خطاب امير المؤمنين وصل عمر بن العاص و هو ما زال على حدود مصر فإذا بعمر بن العاص يسأل انحن في مصر ام مازلنا في الشام !!!!!!
    بالله عليكم ماهذا الخبل يقولون ان عمرو بن العاص قال لامير المؤمنين انه عالم بطرقها و الذين اتو مع عمرو لفتح مصر لم يكن فيهم احد يعرف الطريق اساسا الى مصر فكيف يسأل و هو ادرى بطرقها و لكنه الكذب النصرانى الاجوف الذى يعرفه طفل لم يتجاوز الحلم بعد
    فكتاب الفاروق عمر وصل الى عمرو بن العاص و هو في رفح و انتم جميعا تعرفوا ان رفح في تلك الفترة مصرية و مازال هناك رفح مصر و رفح فلسطين و هى مقسمه و لم تكن كذلك في ذلك الوقت و بالفعل كان عمرو بن العاص قد دخل مصر
    حتى نزل قرية فيما بين رفح والعريش فسأل عنها فقيل‏:‏ إنها من أرض مصر فدعا بالكتاب وقرأه على المسلمين فقال عمرو لمن معه‏:‏ ألستم تعلمون أن هده القرية من أرض مصر قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ فإن أمير المؤمنين عهد إلي وأمرني إن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع ولم يلحقني كتابه حتى دخلناأرض مصر فسيروا وامضوا على بركة الله‏.‏ وقيل غير ذلك‏:‏ وهو أن عمر أمره بالرجوع وخشن عليه في القول‏.‏ وروي نحو مما ذكرنا من وجه آخر من ذلك‏:‏ أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دخل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - فقال عمر له‏:‏ كتبت إلى عمرو بن العاصي أن يسير إلى مصر من الشأم فقال عثمان‏:‏ يا أمير المؤمنين إن عمرًا لمجرأ وفيه إقدام وحب للإمارة فأخشى أن يخرج في غير ثقة ولا جماعة فيعرض المسلمين للهلكة رجاء فرصة لا إلى عمرو إشفاقًا على المسلمين ثم قال عثمان‏:‏ فاكتب إليه‏:‏ إن أدركك كتابي هذا قبل أن تدخل مصر فارجع إلى موضعك وان كنت دخلت فمض لوجهك
    وقال المقريزى المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 58 من 167 ) : " حتى إذا كان بالعريش أدركه النحر فضحى عن أصحابه يومئذ بكبش "
    و نسى هؤلاء او تناسو ان النبى قد قال اذ دخلتم مصر فاتخذوا منها جندا كثير فبها خير اجناد الارض او كما قال النبى صلى الله عليه و سلم و نسى هؤلاء ايضا ان النبى بعد ان استقر الوضع في الجزيرة ارسل كتابا الى كل الحضارات الى كسرى و قيصر و من ضمن هؤلاء المقوقس عظيم مصر اذن فالامر ليس الحاحا من عمرو بن العاص و ليس مجرد سعى لكسب اموال او غنيمه او كسب ارض و انما الاصل في الامور هو رفع الظلم و نشر الحق و دين الله يا من ادعيتم كذبا على المسلمين سعيهم الى المال و التوسع فالنبى بارساله هذه الرسائل الى هؤلاء هى اشارة لفتح هذه البلاد لنشر الاسلام و لم يترك النبى اى جزء من العالم القديم ولا الحضارات المعروفه الى و بعث لها بكتابه لنشر دين الله
    و التاريخ الاسلامى يثبت ان قبل فتح مصر ‏ أنه بعثه بعد فتح بيت المقدس، وأردفه بالزبير بن العوام وفي صحبته بشر بن أرطاة وخارجة بن حذافة، وعمير بن وهب الجمحي‏.‏ فاجتمعا على باب مصر فلقيهم أبو مريم جاثليق مصر ومعه الأسقف أبو مريام في أهل الثبات، بعثه المقوقس صاحب إسكندرية لمنع بلادهم، فلما تصافوا قال عمرو بن العاص‏:‏ لا تعجلوا حتى نعذر، ليبرز إلى بومريم وأبو مريام راهباً هذه البلاد، فبرزا إليه‏.‏
    فقال لهما عمرو بن العاص‏:‏ أنتما راهبا هذه البلاد فاسمعا إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، وأمره به وأمرنا به محمد صلى الله عليه وسلم، وأدى إلينا كل الذي أمر به، ثم مضى وتركنا على الواضحة، وكان مما أمرنا به الأعذار إلى الناس، فنحن ندعوكم إلى الإسلام، فمن أجابنا إليه فمثلنا، ومن لم يجبنا عرضنا عليه الجزية، وبذلنا له المنعة، وقد أعلمنا أنا مفتتحوكم، وأوصانا بكم حفاظاً لرحمنا منكم، وإن لكم إن أجبتمونا بذلك ذمة إلى ذمة‏.‏
    ومما عهد إلينا أميرنا استوصوا بالقبطيين خيراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بالقبطيين خيراً، لأن له رحماً وذمة‏.‏
    فقالوا‏:‏ قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء معروفة شريفة، كانت ابنة ملكنا وكانت من أهل منف، والملك فيهم فأديل عليهم أهل عين شمس فقتلوهم وسلبوهم ملكهم واغتربوا فلذلك صارت إلى إبراهيم عليه السلام مرحباً به وأهلاً‏.‏
    أمَّنَا حتى نرجع إليك، فقال عمرو‏:‏ إن مثلي لا يخدع، ولكني أؤجلكما ثلاثاً لتنظروا ولتناظرا قومكما، وإلا ناجزتكم‏.‏
    قالا‏:‏ زدنا، فزادهم يوماً‏.‏
    فقالا‏:‏ زدنا، فزادهم يوماً‏.‏ فرجعا إلى المقوقس فأبى أرطبون أن يجيبهما وأمر بمناهدتهم‏.‏
    فقالا لأهل مصر‏:‏ إما نحن فسنجتهد أن ندفع عنكم، ولا نرجع إليهم، وقد بقيت أربعة أيام قاتلوا، وأشار عليهم بأن يبيتوا المسلمين‏.‏
    فقال الملأ منهم‏:‏ ما تقاتلون من قوم قتلوا كسرى وقيصر، وغلبوهم على بلادهم‏.‏
    فألح الأرطبون في أن يبيتوا للمسلمين، ففعلوا فلم يظفروا بشيء، بل قتل منهم طائفة منهم الأرطبون، وحاصر المسلمون عين شمس من مصر في اليوم الرابع‏.‏ وارتقى الزبير عليهم سور البلد، فلما أحسوا بذلك خرجوا إلى عمرو من الباب الآخر فصالحوه، واخترق الزبير البلد حتى خرج من الباب الذي عليه عمرو،
    فأمضوا الصلح، وكتب لهم عمرو كتاب أمان‏:‏
    بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص ولا يساكنهم النوبة‏.‏
    وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح، وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليهم ما حق لصونهم، فإن أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزاء بقدرهم، وذمتنا ممن أبي بريئة‏.‏
    وإن نقص نهرهم من غايته رفع عنهم بقدر ذلك‏.‏
    ومن دخل في صلحهم من الروم والنوبة فله مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم، ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه، أو يخرج من سلطاننا، عليهم ما عليهم أثلاثاً ي كل ثلث جباية ثلث ما عليهم‏.‏
    على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله، وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين، وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأساً، وكذا وكذا فرساً على أن لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة‏.‏
    شهد الزبير وعبد الله ومحمد ابناه وكتب وردان وحضر فدخل في ذلك أهل مصر كلهم وقبلوا الصلح، واجتمعت الخيول بمصر وعمروا الفسطاط، وظهر أبو مريم، وأبو مريام، فكلما عمرا في السبايا التي أصيبت بعد المعركة فأبى عمرو أن يردها عليهما، وأمر بطردهما وإخراجهما من بين يديه، فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أمر أن كل سبي أخذ في الخمسة أيام التي أمنوها فيها أن يرد عليهم، وكل سبي أخذ ممن لم يقاتل، وكذلك من قاتل فلا يرد عليه سباياه‏.‏
    وقيل‏:‏ إنه أمره أن يخيروا من في أيديهم من السبي بين الإسلام وبين أن يرجع إلى أهله، فمن اختار الإسلام فلا يردوه إليهم، ومن اختارهم ردوه عليهم، وأخذوا منه الجزية‏.‏
    وأما ما تفرق من سبيهم في البلاد ووصل إلى الحرمين وغيرهما، فإنه لا يقدر على ردهم، ولا ينبغي أن يصالحهم على ما يتعذر الوفاء به‏.‏
    ففعل عمرو ما أمر به أمير المؤمنين، وجمع السبايا وعرضوهم وخيروهم فمنهم من اختار الإسلام، ومنهم من عاد إلى دينه، وانعقد الصلح بينهم‏.‏
    اما عمراً والزبير سارا إلى عين شمس فحاصراها، وأن عمراً بعث إلى الفرما أبرهة بن الصباح، وبعث عوف بن مالك إلى الإسكندرية‏.‏
    فقال كل منهما لأهل بلده‏:‏ إن نزلتم فلكم الأمان، فتربصوا ماذا يكون من أهل عين شمس، فلما صالحوا صالح الباقون‏.‏
    وقد قال عوف بن مالك لأهل إسكندرية‏:‏ ما أحسن بلدكم ‏؟‏‏.‏
    فقالوا‏:‏ إن إسكندر لما بناها قال‏:‏ لأبنين مدينة فقيرة إلى الله غنية عن الناس فبقيت بهجتها‏.‏
    وقال أبرهة لأهل الفرما‏:‏ ما أقبح مدينتكم ‏؟‏‏.‏
    فقالوا‏:‏ إن الفرما - وهو أخو الإسكندر - لما بناها قال‏:‏ لأبنين مدينة غنية عن الله فقيرة إلى الناس، فهي لا يزال ساقطاً بناؤها فشوهت بذلك‏.‏
    ويذكر ان مصر فتح معظمها بالحسنى و بدون قتال الى موضع حصن بابليون و الفرما و الاسكندرية لما كان بها من جنود رومان متحصنين بالقلاع و الاديرة و طردوا منها رهبانها لاستخدامها في الحرب او استخدموا الرهبان و القساوسه الاقباط كدروع بشرية بل و اجبروهم على القتال بدون سلاح و لكن بالعصى و ادوات الزراعه و هى الاشياء الوحيدة التى كان يمكن للقبطى ان يمسك بها في ذلك الوقت و ما يكن يسمح للمصرى في عهد الاحتلال الرومان باكثر من ذلك
    وقيل فى كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي عن أبن عبد الحكم وغيره
    فكتب عمرو إلى عمر بذلك ثم رقي إلى المنبر وقال ‏:‏ لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد‏:‏ إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست انتهى كلام الذهبي
    و من هنا نرى ما هو اسلوب الفاتح الاسلامى لمصر و مدى عدل المسلمين مع اهل الذمة من القبط
    روينا من طريق ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال‏:‏ لما افتتحت مصر آتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤنة من أشهر العجم - فقالوا‏:‏ أيها الأمير، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها‏.‏
    قال‏:‏ وما ذلك ‏؟‏‏.‏
    قالوا‏:‏ إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل‏.‏ فقال لهم عمرو‏:‏ إن هذا مما لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما قبله‏.‏
    قال‏:‏ فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء‏.‏
    فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل‏.‏
    فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد‏:‏ فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك ، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك‏.‏
    قال‏:‏ فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً في ليلة واحدة، وقطع الله تلك السُّنَّة عن أهل مصر إلى اليوم‏.‏

    و قد قيل ان في هذه السنة ‏ مات هرقل وقام بعده ولده قسطنطين‏.‏

    وقد سأل القبط عن العهود بينهم وبين عمرو بن العاص فقالوا‏:‏ فإن ناسًا يذكرون أنه لم يكن لهم عهد فقال‏:‏ ما يبالي ألا يصفي من قال إنه ليس لهم عهد فقلت‏:‏ فهل كان لهم كتاب فقال‏:‏ نعم كتب ثلاثة‏:‏ كتاب عند طلما صاحب إخنا وكتاب عند قزمان صاحب رشيد وكتاب عند يحنس صاحب البرلس قلت‏:‏ كيف كان صلحهم قال‏:‏
    دينارين على كل إنسان جزية وأرزاق المسلمين قلت‏:‏ أفتعلم ما كان من الشروط قال‏:‏ نعم ستة شروط‏:‏
    · لا يخرجون من ديارهم
    · ولا تنزع نساؤهم
    · ولا أولادهم
    · ولا كنوزهم
    · ولا أراضيهم
    · ولا يزاد عليهم‏.‏

    اما الصحابة الذين شهدوا فتح مصر فهم
    قال المقريزى : " قال أبن عبد الحكم وكان من حفظ من الذين شهدوا فتح مصر من
    أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وغيرهم وممن لم يكن له برسول الله صلى الله عليه وسلم : صحبه الزبير أبن العوام , وسعد بن ابى وقاص , وعمرو بن العاص وكان أمير القوم , وعبدالله بن عمرو , وخاردة أبن حذاقة العدوى , وعبدالله بن أبى سعد بن ابى سرح العامرى , ونافع بن عبد قيس الفهرى ويقال بل هو عقبة بن نافع , وأبو عبد الرحمن يزيد بن أنيس الفهرى , وأبو رافع مولى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأبن عبده , وعبد الرحمن , وربيعة إبنا شرحبيل بن حسنة , ووردان مولى عمرو بن العاص وكان حامل لواء عمرو بن العاص , وقد أختلف فى سعد بن ابى وقاص فقيل أنه دخلها بعد الفتح
    وشهد الفتح من الأنصار : عبادة بن الصامت وقد شهد بدرا , وبيعة العقبة , ومحمد بن مسلمة الأنصارى وقد شهد بدراً وهو الذى بعثه عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى مصر فقاسم عمرو بن العاص فى ماله وهو أحد من كان صعد الحصن مع الزبير بن العوام , ومسلمة بن مخلد الأنصارى يقال له صحبة وأبو ايوب خالد بن زيد الأنصارى , وأبو الدرداء عويمر بن عامر وقيل عويمر بن زيد .
    ومن أحياء قبائل العرب : أبو نصرة جميل بن نصرة الغفارى , وأبو ذر جندب بن جنادة الغفارى
    وشهد الفتح مع عمرو بن العاص : وهيب بن معقل وإليه ينسب وادى هبيب الذى بالمغرب , وعبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدى , وكعب بن ضبة العبسى ويقال كعب بن يسار بن ضبة , وعقبة بن عامر الجهنى وهو كان رسول عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص حين كتب إليه يأمره أن يرجع إن لم يكن دخل مصر , وأبو زمعة البلوى , وبرح بن حسكل , ويقال برح بن عسكر وشهد فتح مصر وأختط بها , وجنادة بن ابى أمية الأزدى , وسفيان بن وهب الخولانى وله صحبة , ومعاوية بن خديج الكندى وهو كان رسول عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية وقد أختلف فيه فقال قوم له صحبة وقال آخرون ليست له صحبة , وعامر مولى جمل الذى يقال له عامر جمل شهد الفتح وهو مملوك , وعمار بن ياسر ولكن دخل بعد الفتح فى ايام عثمان وجهه إليها فى بعض أموره .
    و ليس من قبيلة عك كما ادعى هؤلاء الاغبياء من النصارى الذين تذكرو فجأة الكتابه عن فتح مصر في عصور حديثه و خصوصا بعد تولى الكلب الاخرق شنودة الكرسى الباباوى

    و ذكر المقريزى في الخطط ان أهل الراية جماعة من قريش والأنصار , وخزاعة , وأسلم , وغفار , ومزينة أشجع , وجهينة , وثقيف , ودوس , وعبس بن بغيض , وحرش من بنى كنانة , وليث بن بكر , والمنتقاة منهم إلا منزل العتقاء فى غير الراية , وإنما سموا أهل الراية ونسبت الخطة إليهم لأنهم جماعة لم يكن لكل بطن منهم من العدد ما ينفرد بدعوة من الديوان فكرة كل بطن منهم أن يدعى بإسم قبيلة غير قبيلته فجعل لهم عمرو بن العاص راية ولم ينسبها إلى أحد
    و يا نصارى اهل مكه ادرى بشعابها
    ويأتى الان الحديث الى احد اهم النقاط
    وهى هل استدعى الاقباط المسلمين او ساعدوهم على فتح مصر ام كما يدعى النصارى قاموا الغزو الاسلامى وقد ذكرنا سلفا ان الرومان كانوا قد استخدموا الاقباط كدروع بشرية لانهم بالنسبه للرومان مثل الابقار التى ترعى لصاحبها ولايهم الرومان ذبح الابقار ممن خالفوهم في العقيدة بعد مجمع خلقدونيه
    ولابد لنا ان نذكر البابا الذى عاصر فتح مصر
    وهو البابا بنيامين الثامن و الثلاثون
    نشأ بنيامين فى البحيرة من ضيعة (قرية) أسمها ببرشوط ترهبن بعد أحتلال الفرس مباشرة
    وظل القس بنيامين يقوم بعمله سنة كاملة ولما دنت ساعة وفاة البابا أندرونيقوس : أوصى بأن يكون بعده فلما تنيح رسموا بنيامين بطركا فى 9 طوبة 339 ش التى توافق 4 يناير 662 م , ومكث الفرس بعد ذلك سته سنين محتلين مصراً .
    وكان هرقل أيامها أمبراطوراً بعد أن قتل فوقا الأمبراطور الذى كان هو السبب فى حرب الفرس , وأعد العدة لقتال الفرس فقتل كسرى ملكهم وأخرب مدينته ودمرها وأخضع بلادهم فى ذلك الوقت وأقام الولاة فى البلاد التى أخضعها .
    وقام بإرسال والياً ليحكم مصر تحت سلطانه أسمه قيرس ليكون والياً وبطريرك معاً بطريركا على الروم ووالياً على مصر , و يقولون انه لم وصل مصر إلى الأسكندرية ظهر ملاك الرب إلى البابا بنيامين وأمره بالهروب , فقال له الملاك : أهرب أنت ومن معك من هاهنا لأن شدائد عظيمة تنزل عليكم لكن ليكون لك تعزية فلن يستمر هذا الجهاد إلا عشرة سنين فقط وأكتب غلى جميع الأساقفة الذين فى كرسيك أن يختفوا حتى يجوز غضب الرب "
    و الان نقف على فرض ان ملك الرب فعل ذلك و سوف نتعامل مع هذه الاكاذيب انظروا معى الى كلام الملاك ان الجهاد سيستمر عشرة سنيين فقط عشر سنيين فقط اى ان فيما بعد لا يوجد داعى للجهاد لان قوم حق سوف يردوا اليكم كرامتكم هذه القصة مهداه الى المجلس الفيلى الشهير بالملى

    المهم دبر البابا بنيامين أمر الكنيسة ورتبها وتقدم بالأسرار المقدسة ثم أوصى الكهنة والشعب بالتمسك بالأمانة الأرثوذكسية المستقيمة حتى الموت , ثم كتب رسائل إلى الأساقفة فى جميع بلاد مصر بأن يختفوا من قدام التجربة الآتية عليهم .
    رحلة هروب بنيامين
    ثم خرج هارباً من طريق مريوط وهو ماشى على رجليه ليلاً ومعه أثنان من تلاميذه حتى وصل إلى بلدة المنا ثم توجه إلى وادى هبيب , وكان عدد الرهبان فى أديره وادى هبيب صغيرا عقب الخراب الذى كان فى عصر دميانوس البطريرك , حيث توالى هجوم البربر مما جعل المنطقة غير آمنة فقتلوا البعض وغادر رهبانها المكان لم يتكاثر الرهبان هناك , وذهب إلى الصعيد , وأقام مختفياً ومكث هناك فى دير صغير فى البرية حتى تمت العشر سنين التى أخبره بها ملاك الرب وهى السنين التى كان فيها هرقل والمقوقس واليه مسلطين على حكم مصر
    إضطهاد هرقل والـــــــــروم الدينى لأقباط مصر
    وكانت مصر فى ضيق عظيم وبلاء وتعذيب لأقباطها لأنه أضطهد الأقباط الأرثوذكس لكى يوافقوا على مقررات مجمع خلقيدونية
    وقد أنضم منهم الكثيريين مما لا يحصى عددهم منهم من أنضم إليهم بعد تعذيب وآخرون بالهدايا والتشريف وإكبارهم وقوم آخرون بالسؤال والخداع حتى أن قبرس أسقف نيقيوس , وبقطر أسقف الفيوم وكثيراً مثلهم خالفوا الإيمان الأرثوذكسى لأنهم لم يسمعوا لوصية البابا بنيامين عندما تسلموا رسالته ويهربوا ويختفوا كغيرهم ويقول ابن المقفع فى تاريخ البطاركة ص 86 : " فصادهم بسنارة ضلالتهم بالمجمع الخلقيدونى "
    وكان هرقل أمبراطور القسطنطينية الذى ضل قد أوصاهم قائلاً : " إن أحداً قال أن مجمع خلقيدونية حق أبقوه , ومن قال ضلال وكذب غرقوه فى البحر "
    وحدث أن قبضوا على مينا أخى البابا بنيامين فأشعلوا النيران فى جنبيه حتى خرج شحم من جانب كليته وأمر المقوقس بأن يملأ جوالق رملاً ويوضع القديس مينا فيه ويغرق فى البحر حسب اوامر هرقل ورموه فى البحر وهم يمسكون الجوالق , ثم أخرجوه إلى البر مسافة سبع غلوات وكانوا فى كل مرة يقولون له : " قل أن مجمع خلقيدونية حق وصح لا غير ونحن نتركك حياً " فلم يوافقهم وفضل الموت وفعلوا ذلك ثلاث مرات وفى كل مرة يرددون عليه نفس الكلام , وفى النهاية أغرقوه ولم يغلبوا جهاده وأنتصر عليهم بصبر المسيح , وهكذا أثبتوا أنهم أبتعدوا عن المسيحية بقتل غير الموافقين على عقيدتهم وتدنوا إلى العقيدة الوثنية فقسموا البلاد بين روم يتبعونهم وقبط هاربين من طغيانهم وإضطهادهم , ويعتقد أن الوجه البحرى قد سقط فى أيديهم وأعتنق معظمه عقيدة مجمع خلقيدونية , لأنه مما يذكر انهم منعوا البطاركة السابقين للبابا بنيامين من دخول مقر كرسيهم بالأسكندرية .
    وأقام هرقل أساقفة فى جميع بلاد مصر من الروم حتى أنصنا ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة ص 86 : " وكان يبلى أهل مصر بلايا صعبة وكثل ذئب خاطف كان يأكل القطيع الناطق ولا يشبع وهذا الشعب المبارك هم التاودوسيون "
    وكان هرقل أمبراطور البيزنطنيين رأى حلماً قيل له أنه : " ستأتى عليك أمة مختونة وتغلبك وتملك الأرض " فظن هرقل أنهم اليهود فأمر أن تعمد جميع اليهود فى اليهودية والسامرة وفى جميع البلاد الذين تحت سلطانه (تعليق من الموقع : وهذا المر جعل اليهود ينضمون إلى المسلمين فقد أنضم منهم حوالى 1000 يهودى فى جيش المسلمين ) ولكن الأمة المختومة هم العرب المسلمين وهم يشهدون بأن لا إله إلا الله ومحمد رسولاً وكانت أمته مختونة بالجسد لا بالناموس ويصلون إلى الجهة القبلية مشرقين إلى مكان أسمه الكعبة وأستعمروا دمشق والشام وعبر الأردن وكان الرب قد دفع ربع الأرض إليهم وخزل جيش الروم أمامهم لأجل أمانتهم الفاسده والحروم التى حلت بهم بعد مجمع خلقيدونية من الآباء الأولين .
    مقرر البـقـــط
    ولما رأى هرقل إنهيار جيشه من مصر إلى حدود السودان ومكث يدفع القطيعة التى سأل حتى يقررها على نفسه وعلى جميع جيوشه ثلاث سنين للمسلمين وكانوا يسمون المقرر البقط أى أنه بقط رؤوسهم أى أن دفع لهم معظم ماله , ومات كثير من الناس من التعب الذى كانوا يقاسونه ,

    المهم تمت العشر سنين التى من مملكة هيرقل والمقوقس والياً على مصر وكان البابا بنيامين قد هرب من وجهه من مكان إلى آخر فى البيع الحصينه والبعيده حسب قول الملاك للبابا , وفى هذه الأثناء أرسل الخليفة عمر بن الخطاب سرية بقيادة عمرو بن العاص فى سنة 357 لدقليديانوس قاتل الشهداء , وهاجم مصر بقوة كبيرة فى 12 بؤونة وهو 6 من يونيوس من شهور الروم , وكان الأمير عمرو بن العاص هدم الحصن وأحرق المراكب بالنار وأذل الروم وملك بعض البلاد وكان حضورة من البرية فأخذوا الخيل ووصلوا غلى قصر مبنى بالحجارة بين الصعيد والريف يسمى بابليون فضريوا خيامهم بالقرب منه حتى ترتبوا لمقاتلة الروم ومحاربتهم وسموا مكان القصر بلغتهم بابليون الفسطاط وظل أسمه حتى الان , وبعد قتال المسلمين مع الروم ثلاث مرات أنهزم الروم , فلما رأى رؤساء المدينة هذه الأمور مضوا غلى عمرو وأخذوا أماناً على المدينة
    وأهلكوا جنس الروم وبطريقهم المسمى ماريانوس ومن نجى بحياته منهم هربوا إلى الإسكندرية وأغلقوا ابوابها عليهم وتحصنوا فيها سنة 360 لدقليديانوس فى شهر دكبريوس , وبعد ان ملك عمرو بن العاص معظم الوجه البحرى بثلاث سنين هاجموا الأسكندرية وملكوها وهدموا أسوارها وأحرقوا كنائس كثيرة بالنار وكنيسة مارى مرقس التى كانت مبنية على البحر حيث كان جسده موضوعاً هناك فى ذات المكان الذى ذهب إليه البابا بطرس الشهيد ( خاتم الشهداء) قبل إستشهاده وبارك فيه وسلم إليه القطيع الناطق كما تسلمه فأحرقوا هذه الكنيسة وما حوله من الأديرة .
    ولما أقتحم عمرو بن العاص الأسكندرية خاف والى الأسكندرية وهو كان واليها وبطركها من الروم أن يقتله عمرو بن العاص فمص خاتماً مسموماً فمات فى الحال .
    أما سانوتيوس التكس و كان مسيحيا قبطى يعرفه عمرو قد أخبر عمرو بن العاص بما حدث للبابا بنيامين وأنه هارب من الروم خوفاً منهم , فكتب عمرو بن العاص إلى أعمال مصر كتاباً يقول فيه : " الموضع الذى فيه بنيامين بطرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلامة من الله فليحضر آمناً مطمئناً ويدير حال الكنيسة وسياسة طائفته "
    فلما سمع الابابا بنيامين عهد الأمان عاد إلى الأسكندرية وأستقبل بفرح عظيم بعد غيبة 13 سنة عن كرسيه منها 10 سنين فى حكم هرقل أمبراطور بيزنطه وثلاث سنين قبل أن يستولى المسلمين على الإسكندرية ولما رآه أكرمه وقال لأصحابه وخواصه ثم ألتفت إليه عمرو بن العاص وقال له : " جميع كنائسك ورجالك أضبطهم ودبر أحوالهم , وإذا أنت صليت على حتى أمضى غلى المغرب والخمس مدن وأملكها مثل مصر وأعود إليك سالماً بسرعة فعلت لك كل ما تطلبه منى " فدعا له القديس بنيامين وأورد له كلاماً حسناً أعجبه هو والحاضرين عنده فيه وعظ وربح كثير لمن يسمعه , وأوحى إليه بأشياء وإنصرف من عنده مكرماً مبجلاً .. وكل ما قاله البابا بنيامين الطوباوى لـ عمرو بن العاص وجده صحيحاً لم يسقط منه حرف واحد .
    أما الذين هربوا إلى الغرب والخمس مدن (بنتابوليس) خوفاً ن هرقل الإمبراطور المخالف فلما سمعوا بظهور راعيهم البابا الأنبا بنيامين ورجوعه عادوا إلى مصر .
    و ذكر ان البابا حكى لهم انه قد رأى البابا فى منامه إنساناً منيراً لا بساً ثياب التلاميذ وهو يقول له : " يا حبيبى .. أعمل لى عندك موضعاً أقيم فيه فى هذا اليوم , لأنى أحب موضعك "
    هكذا روى البابا بنيامين حلمه على اصحابه فمن يا ترى هذا التلميذ الذى امنه على دينه و عقيدته و لم يجبره او يجرده كما فعل ابناء دينه من الذين يقولون المسيح اله و يذكر ان بنيامين كان له اخ اسمه مينا اخذه الرومان المسيحيين ايضا و احرقوه حتى انهم اشعلو النار في جنبيه حتى سال الدهن من كليته و اغرقوه علقو له الرومانه في البحر المتوسط
    وانا اطالب اى مسيحى الان بذكر قتل او تعذيب حاكم مسلم لاى قبطى في عهد الفتح الاسلامى كما فعل بهم ابناء عقيدتهم من عباد الصليب


    قصة راس مرقس قصة طريفه
    يقال ان احد المركبيه الاسكندرنية اراد التقرب من البابا بنيامين فذهب اليه وقال ان الفرس و العرب من بعدهم اخذو رفات و ثياب القديس مار مرقس و لم يبقى الا جمجمته فلفها في خيش و حفظها وقال للبابا انه انقذها منهم فقربه البابا اليه و كرمه لانقاذه راس القديس مرقش من برثن الغزاة (............. لا تعليق اترك التعليق لكم ) الغريب في الامر ان البابا صدق القصه و صنع صندوق وضع فيه الراس المزعوم

    و يشهد التاريخ ايضا على احد قديسيهم اسمه اغاثون و قد كان يعمل في حمل الاشياء انه عاد بعد ان دخل المسلمون مصر و كان مضطهد في عهد الرومان و كان قريب جدا للبابا بنيامين في ذلك الوقت و كان عينه على الارثوذكس اثناء هروب البابا في الصحراء
    عموما مات بنيامين في سنة 662 ميلادية تحديدا في شهر 3 يناير و قيل انه مات بسبب اورام خبيثه في القدمين حتى ان اقدامه كانت اثقل من جميع جسده قبل موته و حضر موته ثلاث هم أثناسيوس, وساويرس , وتاودسيوس من البطاركة

    نأتى الان نتكلم عن الجزية و التى يتكلم عنها النصارى فقد قال يزيد بن أسلم‏ :‏ أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كتب إلى أمراء الأجناد ‏:‏ أن لا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى وجزيتهم أربعون درهمًا على أهل الورق وأربعة دنانير على أهل الذهب


    المسلمون يعلمو الاقباط الاحتشام في الملابس

    تكلم النصارى في هذا الامر ووجدوا فيه ظلم كبير ان الزمهم المسلمون بلباس معين و هو كالتالى جبة و برنس وعمامة و سروال وخفين والان انظرو معى الى الجحود المبالغ فيه
    الرومان كما قولت لكم لم يكونوا اهل مروئه وليس عندهم عيبا فكان المصرى القديم في عهد احتلالهم لا يلبس لا سروال و لا يضع عليه برنس فكانوا حفاه عراه لا يغطى جسدهم الا القليل من الصوف فقد كان الرومان يأخذون كل شئ و كانت عورتهم مكشوفه و هذا شئ عادى في المسيحية فقد فعلها ربهم و كشف عورته و هو ينشف ارجل التلاميذ ( ادعاء الاناجيل و ليس كلامى )
    فلما راى المسلمون ان العورات مكشوفه للرجال و النساء فامر امير المؤمنيين عمر ان يصرف لهم ملبسين واحد للصيف و واحد للشتاء حتى يستروا عوراتهم التى كانت مكشوفه للرومان و يستحلون بها نسائهم فمن اعجب بقبطيه من الرومان و قع بها و بزوجها اذا اراد وانت تعلمون فحش الروم فهل يعيب على المسلمين الزام المسيحيين بحفظ عوراتهم و ستر سوائتهم كما يريد الكلاب منهم الان مثل نجيب ساويرس الان وغيره ان تكون مصر عارية بنسائها
    و قد اخذا المسلمون بعهد النبى ان لا تسبى نسائهم ولا اطفالهم و لا تجرى الجزية على من لا يستطيع حمل السلاح ولا يملك شئ و انما يصرف له من بيت مال المسلمين و من خراجهم ما يؤى اليه و يستطيع العيش به امان مطمئن مستور العورة غير مكشوف و عريان وحافيا
    المرجع ) تابه فتوح البلدان - المؤرخ المسلم أحمد بن يحى بن جابر البلاذرى المجلد الأول / تحت عنوان " ثم لما جاءت الدولة المباركة"
    ----------------------------------

    هل قاوم المصريين الفاتح العربى بعد فتح مصر كما يدعى النصارى
    يقول جاك تاجر فى كتابه مسلمون وأقباط ص97 ( أدرك الأقباط انهم بالغوا فى تفائلهم لإن الحكومه مهما كانت متسامحه لا تستطيع أن تعيش دون جبايه ضرائب ( خاصه بتحويل الإقتصاد الى الحروب الدمويه الداخليه لتأمين الأنظمه ضد المتمردين والمطالبين بالخلافه أو خارجيا لغزو أمم أخرى وما يتبعها من عمليات السلب والنهب السريع ) وزادت خيبه أملهم عندما أدركوا أن الفاتح الجديد كان يريد ينعم بثمره إنتصاره , لهذا وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا هو نتيجه تغير حكامهم
    فى بدايه إحتلال العرب لمصر يذكر ابن عبد الحكم المؤرخ المسلم ص 83( وقد رأى نهائيا بعض الفقهاء أنه من الأوفق ان يصرحوا أن مصر فتحت صلحا فيما عدا قرى سلتيس ، مازيل ، بلهيت ، وأيضا مدينه الإسكندريه التى قاومت الفتح )وقام إثنين من رجال الاقباط هم مينا وقزمان وضعوا أرواحهم للدفاع عن انفسهم وقراهم وقادا مجموعه من الاقباط المدربين على حمل السلاح ودافعوا عن قراهم فى بساله وشجاعه ضد جنود العرب والاروام المدربين جيدا علىالقتال ( تاريخ الامه القبطيه ج2-3 ص136-137 ) وقاومت مدن شمال الدلتا الغزو العربى مثل إخنا0رشيد0 البرلس دمياط0خيس0بلهيب0سخا0سلطيس0 فرطسا0تنيس0شطا0البلاد الواقعه باقليم البحيره وغيرها0 اما مصر السفلي(الصعيد) فقد ظلت منفصله تقاوم لمده سنه تقريبا
    هكذا قال جاك تاجر و تاريخ الامة القبطية و الذى تم تسجيله و كتابته في القرن العشرين وليس له مرجعيه واحده الا الفكر المريض من شنوده و مجلسه فاين كان هذا الجاك و اين كان تاريخ الاقباط قبل تولى شنوده الكرسى الباباوى
    و يجب ان نعرف ان الذين يقصدهم هؤلاء المدلسين هم قوم كانو يسمون انفسهم البشموريين ( وهم قرب دمياط و كان بها كباش لا يقدر الرجلين على حملها مشهور بالخرفان السمينه ) بقيادة مينا بن بقيرة و يذكر ان هؤلاء المسيحيين كانو مجرد اناس اعدهم البابا يوساب الأولالذى لَمَّا جلس على الكرسي الإنجيلي، وجد أن الكنيسة ليس لها شيء ولا مال. فبدأ يُنشئ للكنيسة كروماً وطواحين ومَعَاصر زيت و بداء في اعداد قوة مسلحه من بعض المتطرفين المسيحيين و كان هذا في عهد الخليفة عبد الله المأمون ابن هارون الرشيد و كان هذا الرجل خبيث يبدى الطاعه و يحرك المعصية و التقلب على من وهبهم الامان من الاسلام و المسلمين
    و كان قائدهم الاول هو ( يؤنس السمنودي), وقد رأي البشموريين ( أن يقوموا بحرب العصابات بدلاً من الحرب النظامية ليستطيعوا ان يفتوا عضد الوالي . وكان رئيس البشموريين واحدا منهم اسمة مينا بن بقيرة . فكان يخرج هو ورجالة ليلاً يقتلون وينهبون ويشيعون الفزع بين المصريين اقباط كانو او مسلمين ( من كتابات الاب الكاهن يوتا )
    و استدعاهم الخليفه هو وبطريرك اخر اسمه أنبا ديونيسيوس يسألهم لماذا يفعل هؤلاء هذا الامر فقالوا له انه بسبب الجزية و طلبو اسقاطها و لكنه قال لهم انه شرع الله و قد كان الرومان يفعلون بهم ما هو اقصى و ان المسلمين يدفعون من ذكاة المال ما هو اكثر و طالبهم بهدوء هؤلاء القوم و ينزعو السلاح الذى في ايديهم فوعدوه بذلك و لم يوفو العهد و عندما عادوا الى مصر و ذهبو الى البشموريين قالوا لهم ما حدث و طالبوهم بالسطو على القرى و الفلاحين المسلمين و الاقباط الذين لم يشاركوهم العصبان فما كان من عبدالله الا ان ارسل لهم جيشا حاصرهم و شردهم و دمرهم تدميرا حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ضرب استقرار الامنيين من الاقباط العاديين المسيحيين و الاقباط المسلمين فقد ذكر ان هؤلاء البشموريين قتلو اقباط اسلموا و نهبوا اموالهم نكايه في انهم صارو مسلمين و لم عرف البطريق الخائن ديونيسيوس بفضح امره فر هاربان و هذا ما سيفعله قريبا شنوده و اعوانه
    ملخص تاريخى للفتح الاسلامى
    ديسمبر 639 م
    وافق الخليفة على سير عمرو بن العاص لمصر , سار عمرو فى جيش صغير من أربعة ألاف جندى (4000)
    يناير 640 م - الإستيلاء على بلوز ( الفرما)
    وصل العرب إلى مدينة بلوز , وإسمها بالقبطية (برمون) وأطلق عليها العرب أسم العرب الفرما , وذلك فى نهاية سنة 639 م, وكان لها مرفأ متصلاً بالمدينة بخليج يجرى من البحر , وكان متصلاً فرع من النيل أسمه الفرع البلوزى
    أوائل مايو 640 م – محاولة فتح الفيوم
    وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة , وأقام الروم ربيئة لهم فى حجر اللاهون .. إجتاز العرب الصحراء وجعلوا يشتاقون ما لاقوا من النعم فأخذوا منها عدداً عظيماً وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة إسمها البهنسا ففتحوها
    6 يونيو 640 م وصول الإمداد للمسلمين
    وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام أبن عم النبى وصاحبة وأحد رجال الشورى وأحد رجال السورى الستة , وكان معه أربعة ألاف رجل , ثم جاء فى كتيبتان كل منهما أربعة ألاف رجل , فكان جميع ما جاء من الأمداد أثنى عشر ألفاً
    منتصف يوليو 640 م - عين شمس وموقعة أم دينين
    تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس , وكانوا يسمونها عين شمس وأسمها بالقبطية أون , وكانت معروفة بعظمة آثارها , ومركزها العلمى , ومما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم
    وأعد العرب كمينين لجيش الروم , وأمروهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما منحت لهما الفرصة , وحدثت المعركة فى الموضع الذى يسمى اليوم (العباسية ) وأستولى المسلمين بعد إنتصارهم هذا على حصن أم دينين ( بين عابدين والأزبكية ألان) وهرب من كان فيه الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس
    أواخر يوليو 640 م - الإستيلاء على الفيوم
    لما بلغت أنباء نصر المسلمين إلى الفيوم غادرها من بها من المسلحين وهذا يدل على ان المسلمين لم يكن ليقاتلوا غير المسلح , فخرج (دومنتيانوس) حاكم المدينة العسكرى من المدينة , فى الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس , ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص , بعث بكتيبة من جنده عبروا النهر , وفتحوا مدينتى الفيوم وأبويط
    أوائل سبتمبر 640 م - بدء حصار بابليون ( مدة الحصار كانت 7 أشهر)
    كان حصنا عظيماً , أسواره كانت بإرتفاع نحو 60 قدماً وسمكها 18 قدماً وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية , وكان ماء النيل يجرى تحت أسوارة والسفن ترسوا تحتها , وكان به صرحان عظيمان , وكل صرح من هذين الصرحين : دائرياً يبلغ قطره نحو مائة قدم , وكان الصاعد لأعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه : المقطم من الشرق وإلى الجيزة والأهرام وصحراء لوبيا من الغرب وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب , وكان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصرة حتى يبلغ مدينة عين شمس
    وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون مانعة فى ذلك الوقت , وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربى لأنها فى وسط النهر تملك زمامه , ويظهر من قول بن دقماق : أن العرب غزوا تلك الجزيرة فى أثناء حصارهم لحصن بابليون فلما خرج الروم من هناك هدم عمروا بعض أسوارها وحصونها حتى لا تستخدم مره اخرى

    أكتوبر 640 م - معاهدة بابليون الأولى لتسليم حصن بابليون
    خرج قيرس المقوقس سراً من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب , وأرسل من هناك رسلاً إلى عمرو بن العاص , ورد عمرو على المقوقس بقوله : ليس بينى وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال :-
    1 - إما دخلتم فى الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا .
    2 - وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .
    3 - وإما إن جاهدناكم بالصبر والقتال , حتى يحكم الله بيننا , وهو أحكم الحاكمين .
    وقد كرر عبادة بن الصامت , المتكلم بإسم العرب , كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات , وإنتهت هذه المقابلة بإختلاف الأراء وعاد العرب إلى الحرب , ولكن الدائرة كانت على الروم , فجعلتهم يفكرون فى العودة للمفاوضة .
    عادت المفاوضات مرة أخرى , وكانت الخصلة التى إختارها الروم , هى الجزية والإذعان , فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور , فإذا أقرة نفذ , وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتى إليه على عجل
    ويحاول المسيحيين الاقباط ان يشككو في الامر فيقولو ان تسليم اورشليم كان به كرامة اكثر للمسيحيين من تسليم مصر فقد اشترط صفرونيوس حضور عمر بن الخطاب لتسليم اورشليم و هذا كذب و افتراء فما ذهب عمرو هنا بناء على شرط و انما فرح بتحرير بيت الله الحرام و ثالث الحرمين الشرفيين و الذى صلى به النبى بالانبياء جميعا و هى نبؤة مذكورة في التوراة ان هناك ملك لأوشاليم سيدخلها على بغله و هذا الملك عادل

    منتصف نوفمبر 640 م - هرقل يستدعى المقوقس إلى القسطنطينية
    وصل المقوقس إلى القسطنطينية , بعد أستدعاء الإمبراطور هرقل لمعرفة تدعيات الامر في ولايته
    قرب نهاية عام 640 م عودة القتال بين العرب والروم على أرض مصر
    بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس , عاد القتال بين العرب والروم حول حصن بابليون , إلى أن وصلت ألأخبار بموت هرقل ,
    11 فبراير 641 م - صراع على العرش البيزنطى أضاع الأمبراطورية البيزنطية
    توفى هرقل بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة , وبلغ من العمر 66 عاماً , وكانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريباً , وبعد وفاته تولى الأمر بعدة بعهد منه ولده قسطنطين أبن زوجته الشرعية أدوقية , ولكن كان له أبن غير شرعى من زوجة أخرى أسمها مرتينة (أبنه أخته) سمت الأمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعى بمؤامرة مع الجيش ونصبت هرقلوناس أبنها الغير شرعى مما أضعف روح القتال فى الجيش البيزنطى .
    إبريل 641 م - تسليم حصن بابليون للعرب
    كان لموت هرقل أثراً سيئاً على جنود حصن بابليون , , فعرض على المقوقس قائدة (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم , فقبل عمرو الصلح , وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج جند الروم من الحصن فى ثلاثة أيام , فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام , وأما الحصن وما فيه من ذخائر وألات حرب فيأخذها العرب , ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزية , وكانت مدة الحصار سبعة اشهر و قيل سنه

    ان يوم 9 ابريل سنة 641 م عام 20 هـ ففى هذا اليوم انتهى الحصار الذى ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر او سنة
    وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الاسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى الان ( الطرانة ) احدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع واقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الرومانى ( تيودور ) الى الاسكندرية فبعث اليه القائد عمرو كى يأمنه على انسحاب جيشة اى اخلاق هذه من المسلمين الذين كان هدفهم نشر الدين وليس سفك الدم

    13 مايو 641 م - إستيلاء العرب على نقيوس وما حولها
    مدينة نقيوس , كائنة على فرع رشيد فى الشمال الغربى من منوف ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن ) وكانت مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار المصرية , وكانت مركز لأسقفية كبيرة , وأشهر أساقفتها يوحنا النقيوسى , الذى اخذ منه النصارى هذه الرويات و الذى اتهم بانه سادى و مزور


    وأستطاع العرب أن يقتحموا الحصن والمدينة , بعد هروب قائد حاميتها الرومانى ( دومنتياس ) الذى لاذ بالفرار إلى الأسكندرية , ودخلوا المدينة
    25 مايو 641 م - موت الأمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعى
    بعد موت هرقل فى 11 فبراير 641 م كان قد تولى الملك بعده ولداه وهما : قسطنطين , أبنه من زوجته أدوقية , وهرقلوناس أبنه من زوجتى الغير شرعية مرتينة - كان قسطنطين قد قام بإعداد العدة لجيش وتجهيزة لأرجاع ما فقدته الأمبراطورية من أراضى , وأعد سفن لأرسالها إلى مصر , وما كاد يعد كل ذلك , حتى مرض ومات فى 25 مايو 641 م بعد أن حكم مائة يوم فقط ( وردد المؤرخين أنه كانت هناك مؤامرة بين مرتينة وأقواد الجيش حتى يجلس أبنها هرقلوناس على كرسى العرش البيزنطى , فقد خافت أن ينتصر البيزنطين على العرب فيقوى قسطنطين ويصبح أمبراطوراً قوياً مثل أبيه خاصه أن هرقل كان يدربه على إمساك زمام الحكم بعد وفاته ) وعندما جلس هرقلوناس على كرسى العرش البيزنطى سار على خطة مخالفة لخطة قسطنطين فأطلق سراح الخائن المقوقس وأرجعه إلى مصر على أن يصالح العرب فى الإسكندرية .
    آخر يونية 641 م الهجوم على الأسكندرية
    سار عمرو بن العاص بجيشة متجهاً إلى الأسكندرية من ناحية الجنوب الشرقى للمدينة ,
    وكانت الأسوار منيعة تحميها إلات المنجنيق القوية , ولم تكن للعرب خبرة فى فنون الحصار وحربه , وعندما حمل عمرو بن العاص بجيشة أول مقدمة على أسوار المدينة , كانت حملة طائشة غير موفقة , فرمت مجانيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلاً من الحجارة العظيمة , فإرتدوا وبعدوا عن مدى رميها , ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرضوا لقذائفها , وقنع المسلمون أن يجعلوا عسكرهم بعيداً عن منالها , وأنتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم .

    ولم يكن حصار الأسكندرية بالمعنى الصحيح , فقد كان البحر مفتوح لهم يحمى المدينة من جهة الشمال , وكانت الترعة وبحيرة مريوط تحميانها من الجنوب , وكان إلى الغرب ترعة ( الثعبان ) فلم يبق من فرج إلا شرقها وجنوبها الشرقى , ولم يستطع المسلمون أن يقتربوا من الأسوار من ذلك الفرج , وقد تأكد عمروا انه لن يستطيع غزوها بالهجوم .

    وكان الروم قد هاجروا من حول الأسكندرية , فصارت قصورهم البديعة ومنازلهم الجليلة فيما وراء الأسوار فيئاً للعرب , فغنموا منها غنيمة عظيمة , وهدموا كثيراً منها ليأخذوا خشبها وما فيها من حديد , وأرسلوا ذلك فى سفن بالنيل إلى حصن بابليون كى يقيموا به جسراً ليعبروا عليه إلى مدينة لم يستطيعوا من قبل أن يعبروا إليها
    مضى عند ذلك أكثر شهر يونيو , ولم يكن عمرو بالرجل الذى يخادع نفسه عن المدينة ويعلل لنفسه بإستطاعة فتحها عنوة , فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم , وإنما كان واثقاً من شئ واحد , وهو أن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم بالقتال , صبروا وثبتوا وغلبوه , وعلى ذلك عول على أن يخلف فى معسكرة جيشاً كافياً للرباط , وأن يسير هو مع من بقى من الجنود , فيضرب بهم فى بلاد مصر السفلى ( مدن الدلتا / الوجه البحرى )
    سار عمرو بن العاص بمجموعة من جنودة إلى كريون ومن ثم إلى دمنهور ( سميت دمنهور " دم , نهور " لأن الدم صار نهورا فيها من الرومان المحتليين ) ثم سار إلى الشرق بجوس خلال الإقليم الذى يعرف اليوم بإسم الغربية ,
    8 نوفمبر 641 م سنة 25هـ- إنقسام داخلى بين شعب الإسكندرية ( الأخضر والأزرق) - كتابة عقد تسليم الإسكندرية
    كان كبار الروم فى الإسكندرية أحزاباً وشيعاً , تباعد بينهم العقيدة الخلقيدونية ويغرى بينهم التحاسد , وكان حرص كل من الحزبين الحزب الأخضر والحزب الأزرق على القتال فيما بينهم
    وكان عمرو قد عاد إلى بابليون بعد أن فتح بلاد الصعيد , أو على الأقل بلاد مصر الوسطى , كى ما يستريح بأصحابه فى أوان فيضان النيل , وفيما كان هناك فى الحصن وافاه المقوقس , وقد جاءه يحمل عقد الأذعان والتسليم , فرحب به عمرو وأكرم وفادته .
    وكتب عقد الصلح وتسليم الأسكندرية يوم 8 نوفمبر 641 م وأهم شروطة :-
    1 - أن يدفع الجزية كل من دخل فى العقد .
    2 - أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهراً تنتهى فى أول شهر بابة القبطى , الموافق 28 من شهر سبتمبر من سنة 642 م .
    3 - أن يبقى العرب فى مواضعهم فى مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا , وحدهم ولا يسعوا أى سعى لقتال الأسكندرية , وأن يكف الروم عن القتال .
    4 - أن ترحل مسلحة الأسكندرية فى البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها , على من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل , على أن يدفع كل شهر جزاء معلوماً ما بقى فى أرض مصر فى رحلته .
    5 - أن لا يعود جيش الروم إلى مصر أو يسعى لردها .
    6 - أن يباح لليهود الإقامة فى الإسكندرية .
    7 - أن يبعث الروم رهائن من قبلهم , مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غير الجند ضماناً لتنفيذ العقد

    وقع عهد الصلح فى بابليون فى يوم الخميس 8 نوفمبر 641 م وكان لا بد من أقرارة من أمبراطور الروم , كما كان لا بد له من إقرارة خليفة المسلمين / عمر بن الخطاب فأوفد عمرو بن العاص معاوية بن حذيج الكندى , وأمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة فى مكة , وكان فى مدة الهدنة , وهى إحدى عشر شهراً , متسع من الوقت يكفى لذلك وما يلزم من الرسوم , ثم عاد قيرس (المقوقس) مسرعاً إلى الإسكندرية يحمل معه كتاب الصلح .

    أرسلت الرسائل إلى الإمبراطور هرفلوناس تفضى إليه بشروط الصلح , وطلب منه المقوقس أن يقرها , ثم دعا المقوقس كبار قواد الجيش وعظماء رجال الدولة , وأخذ يسهب فى ذكر الضرورة التى أستوجبت عقده , وما فيه من مزايا , فما زال حتى فاز بما أراد من حمل سامعيه على الإيمان بقوله ,


    المراجع الاسلامية
    1- الخطط للمقريزى
    أحمد بن علي المقريزي " المعروف باسم " تقي الدين المقريزي " ولد و توفي في القاهرة(764هـ ـ 845هـ ) (1364م-1442م) ممن اهتموا بالتأريخ بكل نواحيه.
    2- جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي
    (ولد بـالقاهرة سنة 813هـ / 1410م - توفى بالقاهرة سنة 874هـ / 1470م ) ( وتغري بردي محرفة من تنكري يردي، ويردي بالتركية تعني عطا ا لله ) [1]. مؤرخ مصري كان أبوه من كبار أمراء المماليك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق وابنه الناصر فرج بن برقوق. تتلمذ علمياً ودينياً على أيدي كبار مشايخ عصره أمثال زوج أخته قاضي القضاة جلال الدين البلقيني، وابن حجر العسقلاني ، وبدر الدين العيني، وابن ظهيرة وابن عربشاه. ثم لازم مجلس شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي فتعلم منه حب التاريخ والتأريخ. وبذلك انتمى ابن تغري إلى طبقة الأمراء وأرباب الدولة وتتلمذ على أيدي العلماء واهل العمائم
    النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة وهو سرد لتاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي إلى عصره (انتهى فيه إلى 870هـ / 1467م ).

    الى اللقاء في الجزء الثانى
    اخوكم العبد الفقير الى الله

  • #2
    جزاكم الله خير الجزاء اخي الكريم

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خير

      تعليق


      • #4
        الله عليك

        تعليق

        يعمل...
        X