الرشوة وأثرها فى الفرد والمجتمع وحكم الشرع فيها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرشوة وأثرها فى الفرد والمجتمع وحكم الشرع فيها

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

    أما بعد

    أخوانى فى الله

    يتعرض الكثير منا فى حياته لمواقف يتحتم معها عدم السكوت ومن هذه المواقف مثلا أذا أردت أن تنهى

    بعض التعاملات الورقية فى مصلحة حكومية أى كانت أسمها يفاجئك من يعقد لك الأمور بدعوى الروتين

    والأوامر والقوانين وفى نفس الوقت يلمح لك أنه فى أمكانه أن يجنبك هذه العطلة وأهدار الوقت بشرط أنه

    أذا ألتزمت وأعطيته مبلغ من المال أنجز لك ماتريد بيسر وسهولة تامة ويستثنيك بأعفائك من الوقوف

    فى عداد الطوابير البشرية المتراصة أمامه .ياترى مالوصف لهذه الواقعة؟؟

    وماحكم الشرع فيها سواء لمن أخذ المال ومن أعطى؟؟

    هناك مثال أخر.رجل دفع مبلغ من المال ليحصل على صفقة تجارية كالتى تحدث فى المناقصات المعلنة

    من جهة ما بالصحف والمفروض أن غيره من الناس مشتركين فى هذه المناقصة ومقابل مادفعه يحصل

    عليها بغير حق .ترى ماحكم الشرع فيه وفى من أخذ المال ليسهل له؟؟

    أخوانى الكرام

    الأجابة بسيطة جدا والكل يعرفها فمهما أختلفت صور هذه المعاملات تبقى هذه الوسيلة معروفة الا وهى الرشوة


    السؤال :ما حكم الشرع في أخذ الرشوة‏؟‏


    الإجابة

    أخذ الرشوة من السحت، ومن أشد الحرام، ومن أخبث المكاسب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي ولعن الرائش ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏مسنده‏‏]‏ – وهو الساعي بينهما -، واللعن يقتضي أن الرشوة كبيرة من أعظم كبائر الذنوب، وهي من السحت‏.‏
    والله جل وعلا قال في اليهود‏:‏ ‏{‏سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية 42‏]‏‏.‏
    قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏ [‏سورة البقرة‏:‏ آية 188‏]‏، وهذه الآية على أحد التفسيرين تعنى في الرشوة وتحذر منها‏.‏
    فالرشوة حرام بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أكل منها؛ فقد أكل سحتاً، واستعمل حرامًا يؤثر على أخلاقه وعلى دينه وعلى سلوكه‏.‏
    وقد جاء في الحديث‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا ربي‏!‏ يا ربي‏!‏ ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنّى يستجاب له‏؟‏‏!‏‏" ‏[‏رواه مسلم في ‏صحيحه‏‏‏]‏‏.‏
    وهذا حديث صحيح، بيّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن أكل الحرام من الرشوة وغيرها؛ أنه يمنع قبول الدعاء، وأن آكل الرشوة أو غيرها من الحرام لا يستجاب له دعاء، وهذا خطر عظيم؛ لأن أحدًا لا يستغني عن الله عزّ وجلّ طرفة عين، فإذا قطع الصلة بينه وبين الله؛ ورد دعاؤه؛ فما قيمة حياته‏؟‏‏!‏
    وأيضًا؛ الرشوة ما فشت في مجتمع؛ إلا وفشا فيه الفساد، وفشا فيه الخلل، وتشتت القلوب، والإخلال بالأمن، وضياع الحقوق، وإهانة أهل الحق، وتقديم أهل الباطل، وهذا يحدث في المجتمع ضررًا بيّنًا؛ فالرشوة من أخبث المكاسب، وأثرها على الفرد والمجتمع من أسوأ الآثار‏.‏
    فعلى المسلم أن يتوب إلى الله إذا كان يتعاطى شيئًا من ذلك، وعلى من عافاه الله منها أن يسأل الله عز وجل الثبات على الحق، وأن يديم عليه العافية؛ فإنها جريمة كبيرة، ومعصية ظاهرة، وهي غش لولاة الأمور، وغش للنفس، وغش للمجتمع، ويجب على ولاة الأمور أن ينكلوا ويردعوا المرتشين والراشين؛ كما لعنهم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‏
يعمل...
X