كيف نتزين للعرض الأكبر " يوم القيامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نتزين للعرض الأكبر " يوم القيامة

    قال تعالى: (إِنّكَ مَيّتٌ وَإِنّهُمْ مّيّتُونَ) [سورة: الزمر - الأية: 30]



    كيف نتزين للعرض الأكبر " يوم القيامة "




    - إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .


    - يقول الحق تبارك وتعالى : ( إِنّكَ مَيّتٌ وَإِنّهُمْ مّيّتُونَ ) الآية 30 من سوة الزمر .


    - مع إن الخطاب وجه للرسول " صلى الله عليه وسلم " وأصحابه وهم أحياء . فكيف يخاطبهم الله تعالى بأنهم أموات ؟ ذلك لأن


    هذا هو مصيرهم ، والإنسان عندما يولد وتبدأ حياته ينطلق فى نفس اللحظة سهم الموت ، ويظل الموت يبحث عن صاحبه حتى


    يأتى الأجل فينفذ السهم .


    - والموت ليس أصيلاً فى الكون ولكنه رحلة عابرة ، نحن فى عالم الذر كنا أمواتا ، جئنا إلى الدنيا أحياء ثم نموت مرة أخرى ثم


    نبعث ولذلك يقول الحق سبحانه : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمّ يُمِيتُكُمْ ثُمّ يُحْيِيكُمْ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 28] .


    - إن مراحل حياة الإنسان ، أو رحلة الحياة التى يقوم بها الإنسان مقسمة إلى أربع مراحل :





    المرحلة الأولى : موت فى عالم الذر .


    المرحلة الثانية : حياة فى الدنيا .


    المرحلة الثالثة : موت فى حياة البرزخ .



    المرحلة الرابعة : حياة خلود إما فى الجنة وإما فى النار .



    - وفى يوم القيامة يأتى الموت وتقبض روحه أو يذبح كما أخبرنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فى حديثه الشريف " يأتى الموت يوم القيامة على هيئة كبش فيذبح ، وينادى مناد من قبل الله تعالى : يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت " .


    - إذن فهناك نهاية للموت ، يقول الحق سبحانه وتعالى عن أهل الجنة : قال تعالى: (لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاّ الْمَوْتَةَ الاُولَىَ


    وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [سورة: الدخان - الأية: 56] .


    - وهكذا نعرف أن للموت نهاية ، وأن الحياة هى التى ستبقى خالدة مخلدة ، وأن الحياة هى الأصلية فى الكون والموت هو الطارئ عليها .


    يقول الحق تبارك وتعالى فى الحديث القدسى :


    - " يا ابن آدم خلقت هذا الكون لك وخلقتك لنفسى فلا تنشغل بما هو لك عما أنت له " .


    - ولكن ما هو جوهر العبادة ؟ هل يريد الله منا أن نقول سبحان الله طوال اليوم وكفى ؟ لا .. عبادة الله هى شغل الإنسان بالمهمة


    التى خلقه الله من أجلها .. إن كل حركة فى الكون عبادة .. ونلجأ إلى قواعد الإسلام الخمس لشحن ( البطارية ) الإيمانية الموجودة


    فى داخلنا .. ولذلك يكون معنى : " يعبدون " .. هى يطيعون الله فى كل المنهج .


    - ولا بد أن تعلم لماذا خلقت ؟


    - يقول الحق تبارك وتعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ) [سورة: الذاريات - الأية: 56] .


    - الحياة الدنيا : هى دار اختبار لا يلبث الإنسان أن يغادرها مهما عمر فيها ، ثم تأتى بعدها حياة خالدة للإنسان .


    - إن هناك سجلاً محفوظاً عند الله لكل واحد منا .. يشمل كل أحداث حياته ويكون شاهداً عليه يوم القيامة .. شاهداً عليه كيف ؟


    شاهداً عليه ( بالصوت والصورة ) يرى أحداث حياته كلها بالصوت والصورة كما وقعت له ، ويشاهدها بكل دقة ، بحيث لا


    يستطيع أن ينكر شيئاً مما حدث .. ليجعل الله سبحانه وتعالى الإنسان شهيداً على نفسه يوم القيامة .


    - يقول الحق تبارك وتعالى : (اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَىَ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) [سورة: الإسراء - الأية: 14] .


    - هذا السجل وهذه الحياة المسجلة لحياة كل إنسان تبلغ من الدقة كأننا نشاهد حياتنا الدنيوية .. ونتعجب من دقة التسجيل .. ذلك أن


    هناك أشياء وتفاصيل نسيناها نحن نجدها مسجلة فى هذا الكتاب .. الله سبحان وتعالى يقول عن دقة التسجيل : قال تعالى (أَحْصَاهُ اللّهُ وَنَسُوهُ ) [سورة: المجادلة - الأية: 6] .


    - إننا من دقة التسجيل أيضاً نحس بعظمة الحساب ، وبأن الله سبحانه وتعالى لا يفوته شىء .. ولذلك لابد أن نلتفت إلى قول الحق


    سبحانه : (وَيَقُولُونَ يَوَيْلَتَنَا مَا لِهَـَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبّكَ أَحَداً) [سورة: الكهف - الأية: 49] .


    - إن التفاتنا إلى هذه الآية الكريمة يجعلنا نخجل من إرتكاب المعصية ونحن نعلم أنها تسجل علينا وأنها ستعرض يوم المشهد العظيم


    .. أمام الله سبحانه وتعالى وتشهدها الخلائق كلها وعلى مرأى ومسمع منها .


    - ولابد أن تعلم أن القرآن سمى يوم القيامة يوم الدين .. وسماه الوعيد .. وسماه يوم الفصل .. وسماه الصاخة .. وسماه الوعد


    الحق .. وسماه الواقعة .. وسماه الساعة .. وسماه يوم الأزفة وأطلق مسميات أخرى .. وكل هذه مسميات لمظاهر هذا اليوم وما


    سيحدث فيه .. ما هو اليوم الآخر ؟ هو إنتهاء أمد الدنيا .. وإبتداء أمد الآخرة . وأخر يوم من أيام الدنيا ولذلك سماه الله اليوم


    الآخر وليس معنى ذلك أننا سننتظر إلى آخر أيام الدنيا أو إنقضاء عمرها لنرى لمحات مما سيحدث فى الآخرة .. بل أن كل إنسان


    فينا إذا كانت آخر أيامه من الدنيا يرى مقدمات الغيب بل إنه يرى هذه المقدمات وهو يحتضر .. ولكن الذى أريد أن أقوله : إن


    لكل مرحلة من مراحل الحياة قوانينها .. فحياة اليقظة فى الكون لها قوانينها وحياة النوم فى الكون لها قوانينها .. وحياة البرزخ


    وهى ما بعد الموت إلى يوم القيامة لها قوانينها .. وحياة الخلود فى الآخرة لها قوانينها .. وكل قانون مختلف تماماً فى كل مرحلة .





    _________________
    - اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا .
    - اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا ،
    والحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين .




    ويوم الفصل هو اليوم الذى يفصل فيه بين الناس .. فلا يوجد عمل فى الآخرة ، ولكن يوجد فصل فيما فعله الناس فى دنياهم .


    - قال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ شَرّاً يَرَهُ) [سورة: الزلزلة – الأية 7: 8] .


    - ولا يحسب الإنسان أنه مهما فعل سيتقبل منه عمل فى يوم القيامة .. بل أن عمل الإنسان ينقطع من ساعة الإحتضار ، فليس


    هناك عمل فى حياة البرزخ .. مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى : (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلّوْاْ قوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ


    الاَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) [سورة: الممتحنة - الأية: 13] ،أى إن الذين ماتوا وهم كفار لا يقبل لهم عمل بعد


    الموت .. ويوم الفصل معناه أنه لابد أن يحشر الناس جميعاً ليفصل بينهم .. ولقد استخدم الله سبحانه وتعالى يوم الجمع ، ويوم


    الحشر فى وصف يوم القيامة .. وبعض الناس يعتقد أن هذه مترادفات لفظية ، ولكن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى .. الذى


    لكل لفظ فيه وحرف فيه معنى دقيق ينبهنا إلى شىء جديد .. فيوم الجمع أن يجمع الناس جميعاً فى صعيد واحد .. ولكن يوم الحشر


    مختلف تماماً .. فكلمة الحشر يريد الله أن يعطينا بها إحساساً بضيق المكان .. ذلك أنك عندما تحشر شيئاً فإنك فى العادة تحاول أن


    تدخل شيئاً كبيراً فى مكان ضيق .


    - كأن الناس سيحشرون حشراً مع بعضهم البعض يوم القيامة فرقعة الأرض التى ضاقت بالأحياء الذين عمروها فى أزمان مختلفة


    سيحشر الناس فيها حشراً يوم القيامة .. كأن قول الله سبحانه وتعالى : ( ذَلِكَ يَوْمٌ مّجْمُوعٌ لّهُ النّاسُ) [سورة: هود - الأية: 103] .


    - ومن مظاهر هذا اليوم ، كما وصفه الله سبحانه وتعالى ، أنه يوم الدين .. أى أن الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس على منهجه وهل اتبعوه أم خالفوه .. إم نسوه .. أى أن هذا اليوم لا ينفع الإنسان فيه إلا دينه .


    - وهو يوم التناد .. يوم نخرج جميعاً كل واحد منا ينادى الله ، وهو يوم الأزفة ..أى يوم يأزف علينا فجأة .. وهو يوم القيامة


    الذى فيه نقوم من قبورنا .. وهو يوم الجزاء ، أى يوم يعلن فيه نتيجة الإمتحان الذى مر به الإنسان فى الحياة الدنيا .. ولا ينفع


    فيه إلا اجتهاده فى طاعة الله فى الدنيا .


    - وهو يوم الصاخة .. التى تصخ الأسماع .. ويوم الطامة التى تطم الجميع .. ويوم القارعة .. التى تقرع الآذان فتنبهها من نومها


    العميق ويوم يقوم الناس لرب العالمين .


    - وهكذا نرى أن كل أسم من أسماء يوم القيامة .. إنما يمثل ظاهرة من أسماء هذا اليوم .




    وان شاء الله سوف نكمل معا ... كيف نتزين للعرض الأكبر يوم القيامة


    سلسلة قيمة وممتعة ارجوا تتابع السلسة


    _________________
    - اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا .
    - اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا ،
    والحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين

  • #2
    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك - واصل إبداعك

    تعليق

    يعمل...
    X