الضوضاء والسلوك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الضوضاء والسلوك

    من الموضوعات الهامة في البيئة "الضوضاء". و الضوضاء التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان هي التي من صنعه.
    * تعريف الضوضاء:
    " هي تلك الأصوات غير المرغوب فيها و تشعر معها بالإرهاق و التعب "

    أنماط الضوضاء :

    1- فسماع الموسيقى مثلاً بالشيء الممتع و المريح للأعصاب لكن إذا وصلت لحد الإزعاج أثناء الاستذكار أو القلق من النوم فنوصفها بالضوضاء المزعجة .
    2- أصوات الباعة الجائلين.
    3- أصوات الجيران المختلفة ( أصوات الكبار – صراخ الأطفال – الأجهزة من راديو أو كاسيت أو تلفزيون ).
    4- آلات الصناعة .
    5- وسائل النقل ( طائرات العادية أو النفاثة- سفن- دراجات بخارية- سيارات).
    6- آلات الحدادة ( المطارق التي تعمل باستخدام الهواء المضغوط ).
    و الضوضاء لها أثر سلبي ليس من الناحية النفسية فقط من عدم الرغبة في سماع الصوت بل جسدية أيضاً متمثل في عدم المقدرة على سماع الصوت لكونه أعلى مما يمكن أن يتحمله تركيب المخ.

    قياس الضوضاء و الإدراك الحسي :

    يفسر الضوء على أنه تغير سريع في ضغط جزيئات الهواء على طبلة الأذن . و عندما تندفع هذه الجزيئات متقاربة معاً بقوة ينتج الضغط الموجب وعند التباعد ينتج الضغط السلب أي العكس ، وهذا التذبذب الموجب و السلبي- يمكن تمثيله بيانياً " بالموجات " حيث تمثل الإشارات الإيجابية أعلى مستوى في التذبذب والعكس بالنسبة للسالب – يجعل طبلة الأذن تهتز و تنتقل إلى باقي أجزاء الأذن :
    الأذن الوسطى .
    الأذن الداخلية.
    الغشاء القاعدي في القوقعة .
    الخلايا الشعرية في الغشاء القاعدي.
    ثم إلى:
    العصب السمعي.
    الفص الصدغي في المخ حيث يميز الصوت.
    و يبدأ الإدراك الحسي بالسمع في مكان ما بين الغشاء القاعدي و الفص الصدغي عن طريق العصب السمعي حيث توجد شفرة يفسر للكائن الحي هذا المثير الصوتي من حيث الدرجة و الشدة

    الفرق بين درجة الصوت و شدته :

    درجة الصوت : هي الخاصية التي نميز بها بين الصوت الغليظ غير الحاد و الصوت الرفيع الحاد.
    شدة الصوت : هي الخاصية التي تفرق بين الأصوات من حيث تأثيرها على الأذن شديد أم ضعيف أو عال أم منخفض .
    وتحسب الموجة الكاملة من تذبذبات الصوت إذا تحركت من القمة للقاع في الرسومات البيانية التي توضح ذلك و تقاس بما يسمى بالتردد ( تردد الصوت Frequency of Sound ) ، أما درجة الصوت تقاس ب(( Pitch . و الأذن في الإنسان العادي تسمع ترددات ما بين 20 ، 20000 سيكل /الثانية أي بين 20 و 20000 هرتز Hz ، وهذا يقودنا إلى حقيقة أن معظم الأصوات التي نسمعها هي خليط من الترددات و ليست تردد واحد فقط .
    و يرجع الصوت العالي إلى مقدار الطاقة أو الضغط في الموجة الصوتية و أقل ضغط ( والذي يسمى بالعتبة الفارقة ( Threshold ) يمكن أنم تميزه الأذن العادية حوالي 2 000 و 0 ميكروبا ر( microbar ) أو 2 000 و0 داين / سم2 حيث أن الداين هو مقياس الضغط . و عند حوالي 1000 ميكروبار فإن الضغط يختبر كألم أكثر منه كصوت .
    وهناك حقيقة ينبغي أن ندركها جيداً أن الضوضاء الأكثر توقعاً هي الأقل إثارة و عدم التوقع يؤدى إلى زيادة التوتر لأن عدم توقع الضوضاء يجعلنا نحس بتهديدها لنا عما لو كانت متوقعة .

    التأثير الفسيولوجى للضوضاء :
    فقدان السمع :
    بالرغم من الأصوات العالية الشديدة ( أقل من 150 ديسبل ) يمكن أن تحدث تمزقاً في طبلة الأذن أو في أجزاء أخرى ، ففقدان السمع يحدث في مستويات أقل ( 90-120 ديسبل) و ذلك بسبب الخلل الدائم أو المؤقت الذي يصيب الخلايا الشعرية الدقيقة الموجودة في عضو السمع ( القوقعة ) بالأذن الداخلية ، عند حدوث فقد في السمع لتردد معين فإنه يتطلب إحداث صوت أكبر من الصوت ذي السمعة المعتادة (بالديسيل ) لكي يسمع الشخص هذا التردد. أما المؤشر العادي لفقد السمع بالنسبة لتردد معين فهو عدد الديسيلات التي تزيد عن الترددات العادية التي يتطلبها الشخص ليصل إلى العتبة الجديدة أي لكي يسمع و يتدرج فقد السمع تحت واحد من نوعين :
    (1) إزاحات مؤقتة للعتبة – و فيها تسترجع العتبات المزاحة العادية لأصلها خلال 16 ساعة بعد زوال الضوضاء المخربة .
    (2)إزاحا ت تستمر أثارها شهر أو أكثر بعد توقف التعرض للضوضاء المخربة و يسمى هذا النوع بالضوضاء المحدثة لفقدان السمع بالتأثير.
    و فقدان السمع الذي يعانى منه الملايين من الناس , يعد مشكلة حادة , ففي أمريكا مثلا ووفقاً للمسح الذي أجرته و كالة حماية البيئة ... فإن ما يقرب من 3 ملايين من الأمريكيين يعانون من فقدان السمع بالتأثير , و لكي يمكن تجنب فقدان السمع بشكل جاد بين العاملين فى الصناعة , فإن هيئات العمل في الدول المتقدمة قد حددت قواعد يجب اتباعها و بموجبها يسمح بالعمل لمدة 8 ساعات يومياً عند التعرض للضوضاء ذات العلو (شدة ) 90 ديسيل , 4 ساعات يومياً عند التعرض لضوضاء قدرها 95 ديسيل ،ساعتين يوميا عند التعرض لضوضاء قدرها 100 ديسيل ، و نصف ساعة في اليوم عند التعرض لضوضاء قدرها 110 ديسيل و هكذا , و مع ذلك فإن سيارة نقل على بعد 50 قدماً تحدث ضوضاء شدتها 95 ديسيل . لذلك فإن الأفراد الذين يعيشون بالقرب شوارع أو مناطق ذات حركة مرور ثقيلة و مزدحمة هم بلا شك يتعرضون لمستويات ضوضائية تعلو كثيراًعن المستويات السابق ذكرها .
    أما الشباب دون العشرين فغالباً ما يتعرضون لنوع آخر من مصادر الضوضاء المخربة و نعنى بها الموسيقى العالية الشدة , الموسيقى الصاخبة . و هناك دراسات عدة أجريت أوضحت بأن الشباب الذين يوجدون في جو من الموسيقى الصاخبة التي تتراوح شدتها بين 110, 120 ديسيل و يستمعون لنغماتها المستمرة دون توقف لمدة ساعة أو ساعة و نصف يصابون بفقدان السمع .

    الصحة البدنية :

    إن التعرض لمستويات ضوضائية عالية الشدة تؤدى إلى الإثارة و التوتر . أن الإصابة بالأمراض ذات الصلة بالتوتر ( كالضغط العالي / و القرحة و ما إليها ) قد تزيد بالتعرض للضوضاء المزعجة أمر يمكن توضيحه ذلك أن التعرض للضوضاء ذات الشدة العالية يؤدى إلى تحفيز خلايا الجلد و إلى تضييق في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد , و إلى ارتفاع الضغط في الدم و إلى الزيادة في بعض الإفرازات الجلدية Catecholamine Secretions.
    و هذه التغيرات الفسيولوجية يصاحبها توتر و اضطرابات في الأوعية الدموية , غير أن ليست هناك دراسات معملية مضبوطة أجريت لتؤكد العلاقة ما بين الضوضاء و مرض القلب،أما الدراسات التي اقتصرت على إيجاد معاملات الارتباط فقد بينت أن الضوضاء يصحبها تقارير عن حالات مرضية حادة و مزمنة, و عن زيادة في استهلاك الأقراص المنومة , و عن الحاجة لزيارة أو استشارة الطبيب. وهذه الدراسات مع ذلك , ليست قاطعة في نتائجها حيث أنها لم تثبت العوامل التجريبية المختلفة مثل ظروف الإيواء , تربية الفرد , تعليمه , و مستوى الدخل .
    و لسوء الحظ فإن مثل هذه الدراسات نادراً ما تعمل على ضبط العوامل الأخرى مثل ظروف المصانع, التعرض للملوثات ، أنشطة العمل المثيرة للتوتر – و بذلك فإن النتائج الخاصة بآثار الضوضاء على الصحة .
    لذلك فمن الصعب أن نجزم أن للضوضاء آثاراً مباشرة ضارة بالصحة البدنية . بل أن آثارها ترتبط أساساً بالمثيرات الأخرى ( مثل الملوثات الصناعية – التوتر في العمل – و الضغوط الاقتصادية و هكذا ) – أو تكون قاصرة على أولئك الذين لديهم استعداداً خاص للتأثر باضطرابات فسيولوجية معينة .


    * الضوضاء والصحة النفسية :
    التعرض أو الاستماع لأصوات عالية والتي تذكر تحت اسم الشدة الضوضائية تؤدي إلي التوتر ، والتوتر عامل مسبب للمرض النفسي واضطرابات أخرى مصاحبة منها :
    - الصداع .
    - القلق .
    - الغثيان .
    - التقزز .
    - عدم الاستقرار .
    - حب الجدل (حتى في الأمور التافهة) .
    - الفشل الجنسي .
    - تغيرات في المزاج والعاطفة .
    - فقدان التحكم الحسي .
    - اللامبالاة (وهذا عامل غير متوقع يعمل علي زيادة القابلية للاضطرابات السيكولوجية) .

    * الضوضاء وإنجاز الأعمال :
    وهذه العلاقة تتمثل في ثلاث نتائج :
    • أثر مضاد (سلبي) .
    • أثر إيجابي .
    • عديمة الأثر .
    وتعتمد نوعية الأثر علي العوامل التالية :
    • نوعية الضوضاء (توقع حدوثها من عدمه) .
    • شدة الضوضاء .
    • نوع العمل الذي ينجز .
    • مدى تحمل الفرد للتوتر .
    • السمات والصفات الشخصية للفرد .

    * كيف يفسر التأثير الضوضائي ؟
    - نظرية مستوى التكيف : تربط التغيير في إنجاز الأعمال تبعاً للمستويات المختلفة للمهارات وللخبرة وللحافز ، فالضوضاء تعمل علي تسهيل إنجاز الأعمال بالنسبة للأعمال البسيطة إلي حد معين أما المستويات العليا من الإثارة الضوضائية فإنها تتداخل مع إنجاز العمل في حالة الأعمال المعقدة – أما مستويات الضجيج تتداخل مع إنجاز العمل حتى وإن كان بسيطاً وقد تم تأييد هذه النظرية من منطلق نتائج البحوث التي تم إجراؤها .

    - تفسير العلاقة بين الضجيج وإنجاز العمل : فالضوضاء غير المتوقعة تحتاج إلي انتباه وتركيز أكثر من الضوضاء المتوقعة . ولذلك فالضوضاء غير المتوقعة تتداخل أكثر في إنجاز العمل . وبالنسبة للأعمال المعقدة فهي تحتاج لمزيد من الانتباه والتركيز لإتمامها .
    ومن خلال تفسير العلاقة بهذه الطريقة تم استنتاج أن السلوك الضاغط في العمل يفسر لنا لماذا يكون افتقاد التحكم في الضوضاء سبباً في الضرر الذي يصيب إنجاز العمل ، وإذا فقد التحكم في الضجيج فإن الجهد الأكبر يبذل لمحاولة إعادة التحكم في الضوضاء لا للعمل الذي يجب أدائه .

    * الضوضاء والسلوك الاجتماعي :
    إذا كان الإنسان يتأثر بالضجيج والضوضاء ويؤثر بالسلب علي حالته النفسية من توتر وضغوط فبطبيعة الحال سينتقل هذا في علاقاته مع الآخرين علي ثلاث مستويات هامة :
    1- التجاذب .
    2- الإيثار (مدى الاستجابة لمساعدة الآخرين) .
    3- العدوان .


    * التجربة المعملية :
    تعرض الأشخاص الخاضعين للتجربة لضوضاء عادية (48 ديسيبل) ثم ضوضاء قدرها 65 ديسيبل أرسلت عبر أنبوب يؤدي إلي المعمل من خلال متكلم مختفٍ ، وبمجرد وصول الأشخاص موضع التجربة للمعمل من أجل إجراء التجربة طلب منهم أن ينتظروا بضعة دقائق حتى يصل إليهم أحد الأفراد (وهو الشخص المعاون الذي له صلة بالقائم بالتجربة ، والذي كان جالساً يقرأ في صحيفة وعلي فخذيه بعض الكتب والأوراق وبعد بضع دقائق دعا القائم بالتجربة الشخص المعاون ، فلما نهض الأخير فجأة سقطت هذه الكتب والأوراق أمام أحد الأشخاص ، وكان الأساس في قياس المساعدة هو أن ينهض الشخص الخفي موضع التجريب ويعاون الرجل في التقاط ما سقط منه علي الأرض . وقد أسفرت النتائج عن وجود نقص في المساعدة المقدمة وسط هذه الظروف الضوضائية العادية – و67% منهم قدموا المساعدة في حالة 65 ديسيبل – و37% منهم فقط في حالة 85 ديسيبل
يعمل...
X