نطفة الرّجل هي التي تحدّد جنس المولود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نطفة الرّجل هي التي تحدّد جنس المولود

    نطفة الرّجل هي التي تحدّد جنس المولود


    ذكرنا أنّ الرَّجلَ عندما يُجامع زوجته ويقذف ماءه في عنق رحمها ، تنطلق الحيواناتُ المنويَّة في سباقٍ نَحْوَ البُوَيضة ، ولا يصل في الأخير إلاَّ حيوان منوي واحد فقط ، ويموت كلُّ الباقين .

    ويتمُّ التَّلاقح بأن يُدْخِل الحيوانُ المنوي رأسَه في جدار البُوَيْضة ، فتتَّحدُ كْرُوموزومات Chromosomes الحيوان المنوي ، وعددها 23 ، بِكْرُوموزومات البُوَيْضة ، وعددها 23 أيضًا ، لِتَتكوَّنَ الخليَّةُ الأولى للجنين ، وتسمَّى الزّيجوت Zygote ، وعدد كْرُوموزوماتها 46 . هذه الكْرُوموزومات هي التي تحمل البرنامج الوراثي ، وهي بالتَّالي المسؤولة عن نقْل الصّفات الوراثيَّة للجنين ، مثل لون الشَّعر والجلد .

    وقد كانت دهشةُ علماء الأجنَّة كبيرة عندما اكتشفوا ، فقط خلال القرن العشرين ، أنَّ نطفة الرَّجل هي وحدها التي تُحَدّد جنْسَ المولود ، ذكرًا أم أنثى ، وليس لِبُوَيْضة المرأة أيّ دَخْل في هذا الأمر !

    ذلك أنَّ نطفة الرَّجل تحتوي على نَوعين من الحيوانات المنويَّة :

    - النّوع الأوَّل يحتوي على 22 كْرُوموزوم جسمي + 1 كْرُوموزوم جنسي يُشار إليه بحرف x .
    - والنّوع الثّاني يحتوي على 22 كْرُوموزوم جسمي + 1 كْرُوموزوم جنسي يُشار إليه بحرف y .

    أمّا بُوَيْضة المرأة فهي من نوع واحد ، وتحتوي على 22 كْرُوموزوم جسمي + 1 كْرُوموزوم جنسي يُشار إليه بحرف x .

    فإذا التقَى حيوان منوي من النَّوع الأوَّل ببُوَيْضة المرأة ، تكُون الصّبغة الجنسيَّة للزّيجوت xx ، فيأتي المولود أنثى . وإذا التقَى حيوان منوي من النَّوع الثَّاني ببُوَيْضة المرأة ، تكُون الصّبغة الجنسيَّة للزّيجوت xy ، فيأتي المولود ذكرًا . فنَوعُ الحيوان المنوي للرَّجل هو الذي يُحدّد إذًا جنْسَ المولود .

    وهنا لا بُدَّ من الوقوف عند بعض الآيات في القرآن الكريم ، فيها إشارة إلى هذه الحقيقة .

    يقول الله تعالى : { أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى 36 أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى 37 ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى 38 فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى 39 أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى 40 } (75- القيامة 36-40) .

    ويقول تعالى : { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى 42 وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى 43 وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا 44 وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى 45 مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى 46 } (53- النّجم 42-46) .

    ففي هذه الآيات ذكَر اللهُ تعالى أنَّه خلَق الذَّكر والأنثى من نطفة إذا تُمنَى (وقال في الآيات السَّابقة : من نُطفة من منيّ يُمنَى) ، أي من ماء الرَّجل ، أي أنَّ جنس المولود ، ذكرًا أم أنثى ، حدَّده ماءُ الرَّجل فقط !

    ويقول تعالى : { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 223 } (2- البقرة 223) .

    وفي هذه الآية أيضًا إشارة إلى أنَّ جِنْس المولود ، ذكرًا أم أنثى ، يحدّدهُ مَنِيُّ الرّجل فقط ، وأنَّ رَحِمَ المرأة هو بِمَثابة حَرْث ، إذا بذَر فيه الرَّجلُ حيوانًا مَنَويّا من نوع x كانت الثَّمرة أنثى ، وإذا بَذَر فيه حيوانًا مَنَويّا من نوع y كانت الثَّمرة ذكَرًا .

    أليس في هذا دليلٌ علميّ آخر قويّ على أنَّ القرآن وحيٌ من عند الله تعالى ؟! (يتبع ...)
يعمل...
X